إلى علماء اليمن:
في وضع كهذا وفي هذه الظروف التي تمر بها البلاد، هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح وهو: أين دور علمائنا الأجلاء مما يجري في الساحة؟.. هل يكفي أن يظهروا في مقابلة تلفزيونية لشرح وجهة نظرهم وكفى؟.. هذا السؤال ليس تطاولاً على العلماء الأفاضل -معاذ الله- لكنني أعتقد أنه يجب أن يكون لهم دور أكبر من ذلك، أليسوا هم ورثة الأنبياء وهم أكثر الناس علماً بالخطأ والصواب؟، فيجب أن يكونوا أيضاً أكثر الناس شجاعة في كل الظروف وفي هذا الوقت بالذات، يجب أن يكون لهم الدور الأكبر في محاولة إخراج البلاد من الأزمة بأقل الخسائر.
منذ زمن تحولت خطبة الجمعة إلى خطب طويلة ومكررة، جعلت الناس ينفرون من الذهاب إلى المساجد مبكراً، لأنهم يشعرون بالملل من طول الخطب وعدم ملامستها لواقع الناس وهمومهم، مع أن خطبة قصيرة بكلمات بسيطة كان يمكن أن تكون من أقوى عوامل نهضة الأمة والمفتاح الحقيقي للتغيير الذي يبدأ في نفوس الناس أولاً، وأين العلماء من نصح الحاكم وتوجيهه والوقوف أمامه إذا ما تعدى حدود الله في حكمه لشعبه.
علماؤنا الأفاضل إن هذا هو وقت قول كلمة الحق أمام الحاكم الجائر، والآن دوركم اجتمعوا سوياً من كل المحافظات وقوموا بواجبكم الذي يمليه عليكم علمكم ودينكم.
إلى الرئيس:
لو حضرت أو حتى شاهدت إحدى المسيرات التي تطالب برحيلك في محافظة تعز فقط، لأدركت أنه فعلاً لم يعد لك مكان، وأن الذين ينصحونك بالبقاء ما هم إلا منافقون حريصون على مصالحهم الخاصة، أو أنه من الغباء، بحيث لم يفهموا إلى الآن أن الشعوب لا تقهر أبداً وأنهم طالما خرجوا من بيوتهم واهبين أرواحهم في سبيل التغيير والحرية، فلن يعودوا إليها إلا بعد تحقيق ما خرجوا لأجله.
وفي ساحات التغيير والحرية لا يحدث اختلاط محرم يا فخامة الرئيس، ولكن الناس هناك يتنفسون عبير الحرية والكرامة، ومن هناك يولد شعب جديد بأخلاق راقية مترفعة عن كل الدنايا, إنهم هناك يرسمون معاً -رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً- لوحة رائعة الملامح لوطنهم الجديد، ينفضون الغبار عن أخلاقهم الأصيلة وأنت هناك خلف الأسوار تقبع وحيداً لا ترى إلا ما يرى المنافقون، ولا تسمع إلا ما يسمعون وربما بعد أن تغادر ستقول كما قال "مبارك" وقبله "بن علي" كنت أريد الرحيل لكنهم غرروا بي.
إلى شباب التغيير:
لا تخافوا من طول الوقت، فهو لصالحكم، لأنه لابد من أن يبدأ التغيير من الداخل أولاً، ألم يقل سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وهذا ما يحدث فعلاً، إنكم هناك تصنعون الخطوات الصحيحة لنهضة شعب أفاق من غفلة طويلة, ولا تحزنوا للتضحيات الكبيرة التي تقدمونها، فعندما يكون الحق هو المبتغى والارتقاء هو المنشود، فلابد من تضحيات عظام وصبر طويل وسيكون القادم أجمل بقدرة الله.
algohrah1020@hotmail.com
جواهر الظاهري
رسائل خاصة 1891