في ظل هذه المعطيات المتناقضة على الساحة اليمنية ثمة تساؤلات عدة تبحث عن إجابات شافية، أصبح من الصعب الحصول عليها من المعنيين، وهم أطراف اللعبة السياسية المتمثلة في الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، من هذه التساؤلات التي حيرت رجال الفكر والسياسة والاستراتيجيات الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن اليمني، مبادرات تلو أخرى، جمع تصعيد ومراوغة، حشود جماهيرية متعددة التوجهات ومتباينة في الأفكار والرؤى، وكل طرف يعتقد أنه من يجب أن يسمع له وتنفذ مطالبه.
ولايخفى على أحد أن الأحزاب السياسية هي الدينمو المحرك للأحداث على الساحة، واقتربت نوعاً ما من مطالب الشباب الثائر، وفي الوقت نفسه قد أعاقت ما اقترب الشباب من تحقيقه وذلك لعدم توفر الرؤية الحقيقة لدى هذه الأحزاب وابتعادها عما يريده الشعب وأقصد بالشعب البسطاء الذين يحلمون بنور التغيير الذي يلبي مطالبهم ويزيح عن كاهلهم عناء ألم الحياة وضراوتها في ظل الصراع من اجل رغيف الخبز والحياة الكريمة الخالية من شوائب التنفذ والمجاملات والتهميش لهؤلاء البسطاء، لقد حقق شباب التغيير الثائر للوطن والشعب انجاز عظيماً استبشر به الضعفاء والمساكين إلا أن هذا الانجاز واجهته عوائق عديدة حالت دون بلوغه المرام وبات أولئك المستبشرون من الضعفاء أكثر قلقاً وحزناً على ما سيؤولون إليه.
في ظل المناكفات الحزبية ذات النظرة القاصرة الغير مكترثة إلا بمصالحها وما يخدمها، لابد على أطراف النزاع وقبلهم شباب التغيير الثائر أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة اليمن واليمنيين دون التنازل عن مبدأهم الرئيس وهو التغيير الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وفي الوقت نفسه التريث والتدبر في المطالب والاشتراطات التي أن طغت على العقل والمنطق فستكون فتيل فتنة وشرارة دمار تقود الوطن والشعب إلى مالا يحمد عقباه وبهذا لن يهدي الثوار للوطن سوى مأساة كان في غنى عنها.
هنا تكمن التضحية وتجب من اجل الوطن والشعب وهنا يثبت الثوار بأنهم لاهم لهم سوى أمن هذا الوطن وسلامة المواطن الذي يجب أن يعيش حياة حرة كريمة، الشعب اليوم يراهن على حكمة شباب التغيير وتعاملهم الايجابي والحريص مع ما يضمن التغيير والانتقال لدولة مدنية حديثة،فإذا ما حدث ذلك فيعني أن دماء الثوار وأرواحهم التي روت الأرض آتت أكلها وجنت خيراتها ، وحققت لليمنيين ما يصبون إليه بأقل الخسائر وفي ظل رضى تام من الشعب الذي يعتبر صاحب الحق في تحديد مصيره والذي لايرجو إلا أن يكون مصيراً تاريخياً مشرفا، لا كارثياً إذا ـ لاسمح الله ـ حدثت الفوضى بسبب المطالب والاشتراطات الغير منطقية والتي لايقبلها أي عقل ليس من اجل شيء إنما بحكم الواقع اليمني الذي يجب أن نعيشه ونحترمه ونقدر متطلباته ونكون حكماء في التعامل معه.
علينا أن نقدم لغة العقل والمنطق على العاطفة والحماس، لابد أن نضع في حساباتنا شعباً يجب أن يذكر هذا الأنجاز بالخير والعرفان لا باللعنة ودموع الأسى والحزن جراء التمسك الظالم بخيارات قد لاتتراءم مع واقعنا كيمنيين.
حفظ الله اليمن من أي مكروه وجعل الله الخير في شباب الثورة فأعتقد أنهم أحرص على وطننا وشعبنا من الأحزاب المتصارعة.
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
الشباب أحرص الناس على وطنهم 2308