الإعلام الرسمي جزء من عملية التنمية , أو هكذا يفترض أن يكون , ملايين الريالات تصرف والعائد ماذا ؟ مجرد تعليقات ساخرة على الوادي الذي يسير فيه الإعلام الرسمي مقارنة بوادي الإعلام العالمي اليوم ، وهذا ينطبق على الإعلام العربي برمته وليس الإعلام في بلادنا فحسب.
ومن الأمثلة التي من خلالها نستطيع أن نقرب ما نريد قوله هو الانفجار الذي حدث في مدينة التواهي في المبنى المجاور للتلفزيون الرسمي والذي هز المبنى وتناقلته القنوات الفضائية في الخارج بينما المبنى المجاور لموقع الانفجار لم يسمع ولم يشعر باهتزاز كراسي المكاتب في إدارات تلفزيون عدن ، والسبب تطبيق نظرية (آلو يا مركز) نتكلم أو نصمت ؟ ويدرس المركز الأمر ، وخلال ذلك يكون الناس قد فهمت كل التفاصيل بل صار البعض يدلي لوكالات الأنباء عما رآه من وقائع الانفجار ، ليدلي الناطق الرسمي في التلفزيون الرسمي بمن يراهم متورطين بالتخطيط لعملية الانفجار.. بمعنى أن العملية الإعلامية لدى القناة لا تخرج عن إطار الخدمة السياسية للسلطة بصورة فجة يغيب عنها حاجة المواطن للمعلومة الخبرية كخدمة وفي أسرع وقت في جو يتنافس فيه المتنافسون على سرعة الوصول إلى الحدث وبثه .
هذه الآلية المقيتة في العمل الإعلامي الرسمي العربي واليمني تدل على إننا مازلنا كسلطات لم نواكب العصر إلا في اللحظات الأخيرة التي تجد نفسها – السلطة- في مأزق أمام الإعلام المضاد ومع ذلك تتصدى بأسلوبها القديم ولكن بصورة ووتيرة أفضل من عملها التقليدي في أوقات الهدوء البعيدة عن الأزمات والمآزق .
الإعلام تربية على الصدق وكسب جمهور يحتاج إلى جهود ووقت وليس إلى (آلو يا مركز) والترديد مع الجوقة مثل (بنات خنزازه).
أمل عياش
آلو يا مركز 2324