سبق وأن قلت بأني أشعر بالفخر والاعتزاز عندما أرى النساء اللاتي خرجن في الساحات ليعبرن عن مواقفهم الشجاعة ضد الظلم والاستبداد ويطالبن بالحرية وإزاحة الظلام الذي خيم على اليمن عقوداً من الزمن..

فيا نساء اليمن يا كل من فقدت ولدها، وكل من فقدت زوجها، وكل من فقدت أخاها، إليكن جميعاً يا من تطالبن بالحرية، إليكن ألف تحية وألف سلام وأقول: لا تهتموا إلى كل من يتفوه بحقكن كلاماً بالباطل، لا تلتفوا إليه ولا تعيروه أي اهتمام لأنكن رمز الشرف والنقاء، فأنتن الثائرات اللاتي نتشرف بكن وتفخر اليمن بأمثالكن، وصدقوني أن السلطة لجأت إلى القتل واستخدام القوة لترويع الشعب اليمني ونكلت بالشباب وسفكت دماءهم ولم ينجحوا بوقف الزحف على الساحات وازدادت السلطة غيضاً عندما رأت المرأة تؤآزر الشباب الموجودين في الساحات وازدادت حنقاً عندما امتلأت الساحات بالمعتصمات الثائرات فما كان منها إلا أن تقول ما تقول وهذا موقف لا يدل إلا على التناقض الشديد في مسألة التعامل والتعاطي مع قضايا المرأة.

عموماً لا نجعل مثل هذه الأمور التافهة تؤثر على مشواركن الذي خرجتن من أجله، لأن خروج الشعب اليمني في كآفة محافظات الجمهورية قاطبة هو خروج من أجل الحرية فاليمن لا يحكمه إلا أفراد تكدست لديهم ثروات البلاد، ويتحدثون عن منجزات شيدت في البلاد؟!!

 الانجاز الوحيد تم تشييده من وجهة نظري هو تقوية وتعزيز المؤسسات العسكرية في البلاد والعمل على تكديس الأسلحة التي تنفق من أجل شراءها الملايين والمليارات وهذا ما كنا نراه في الاستعراضات العسكرية في الأعياد الثورية ولم نكن نعلم أن كل ما نراه سيتم استخدامه ضدنا في يوم من الأيام نعم تلك الجيوش والأسلحة يتم استخدامها ضد الاحتجاجات والمظاهرات.

 جيوش وجدت لقمع الشعب الأعزل، ومع ذلك أعود وأقول وسأظل أقول إن الشعب اليمني يخوض معركته ضد الظلم والقهر معركة جديدة من نوعها، معركة سلمية أفقدت الحزب الحاكم والسلطة توازنه وجعلته يتخبط شمالاً ويميناً يبحث عن مؤيدين له حتى وإن كان ذلك بشرائهم بالمال، فما أعظم هذا الشعب الذي لا يرمش جفن ويتميز بالثبات والعزيمة.. شعب عازم على التضحية في سبيل تحقيق النصر.. شعب ضرب نموذجاً ساطعاً في الفداء والرجولة والشجاعة والإقدام.

نداء نسائي

إن مستشفى "22" مايو بالمنصورة مليء بجرحى الانفجار الذي حدث في مخزن الذخيرة في أبين وهؤلاء بحاجة ماسة للمساعدة، فهذا نداء إنساني لأهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء ولمن يحبون فعل الخير من أجل مساعدة هؤلاء المرضى.