* ما زال التعليم يفقد شيئاً من وقاره ويتعرض للإبتزاز، فإحدى الأمهات تشكو لي معلمات ابنتها اللواتي يُرغمن بنتها على فعل كيك وحلويات وتضطر الأم أن تفعل ذلك وتعطي ابنتها نقود إضافية بسبب طلب الأستاذة فلانة من طالباتها عمل حفلة لها ولا يقف الموضوع عند هذا الحد، فالأستاذة الأخرى تحسد جارتها الأستاذة – ايضاً- وتطلب من تلميذاتها تجهيز حفلة لها وهكذا ...فيتحول فصل الدراسة إلى قاعة احتفالات تُلملم فيه الأستاذة مشاركات الطالبات وتعطيهن اليسير دون أدنى اهتمام بأن الأهالي أرسلوا ابنتهم لطلب العلم وليس للإحتفال ومثلما هناك أسرة دخلها يحتمل المشاركة بالحفلة فهناك ايضاً أسرة لا تحتمل عبئ إضافي إلى أعباء الدراسة المعتادة.
وعلى خلفية هذا الموقف تذكرت موقفاً يشبهه، بإختلاف أن الأستاذة تلملم سندوشات طلابها (الأطفال) في مدرسة أهلية وتتركهم بلا فطور وهذا إن أضحك أمهات في يوم فلقد أبكاهن في يوم آخر، فالتعليم بات اليوم مصدر رزق وابتزاز والطلاب مرغمون على الدفع لأجل مستقبلهم، فمتى يصلح تعليمنا؟؟
* كثيراً من الحقائق التي كانت مغيبة عن أنظارنا باتت واضحة أمام العين، فخلال الأيام الصعبة التي تمر بها يمننا الحبيبة، في حين أبناء الشعب الواحد عادت لهم اللُحمة الوطنية، ففي أوساط إطلاق النيران والغازات الخانقة تجد الكل يتحرك والكل يُسعف الجرحى والكل يهب لنُصرة أخيه الجريح وإنقاذه وهذا اكبر شيء يثبت للجميع داخلياً وخارجياً أن أبناء اليمن الواحد – الشرفاء – لا تُفرّقهم النوائب بل تزيدهم لُحمة، أما ما يحز في النفس ويطبعها بلون الأسى، فهو حينما تسمع أن عملية إنقاذ جريح تأخرت في المستشفى الفلاني بسبب أن جيوبه فارغة، فهل ستنتظر النقود وتترك حياة شخص تُفقد بسبب وحل مطامع لا أظنك ستفعلها بتاتاً...
أمام المواقف البطولية التي أراها لشباب ينقذون الجرحى تحت زخات الرصاص والقنابل أجد عيناي تغرق بشلال دموع وسماء نفسي تتلبد بإعتزاز وفخر بهم ويستدعي مني الموقف أن أقف اجلالاً واحتراماً لهم، تأملوا فقط لكي تشعروا بذات الإحساس...
* قناة الجزيرة الفضائية تتعرض لهجوم شرس لتغطيتها أحداث الثورات العربية من قِبَل الأنظمة العربية الحاكمة فقط ونضع تحت كلمة فقط خط أحمر وتُتهم بإثارة الفتنة بين أفراد الشعوب العربية وتُحرضهم على الانقلاب على أنظمتهم ولكن ألا يستدعينا هذا الموقف أن نتأمل لماذا تُحارب قناة إخبارية تنقل الواقع بأسوده وأبيضه وتتعرض طواقهما للتهديد والإعتقالات ومكتبها للإغلاق في حين أنها لا تنقل أكثر مما تجده كاميراتها حقيقة دون تزييف أو تلفيق، هذه القناة التي كسبت ثقة شعوب الغرب وقبله ثقة الشعوب العربية لا تستحق منهم ذلك الهجوم، خاصة وأنها رغم الهجوم مازالت تعطي من مشاهدها للأنظمة العربية حيزاً وتعرض آرائهم دون قطع أو تغيير بل وتستقبل هجومهم على الهواء مباشرة.
وهذا يُعد شيئاً كفيلاً لتوضيح أن الأنظمة العربية تحاول تكميم أفواه كاميرات الجزيرة وباتت أكثر خوف منها على شعوبهم من أن تتكرر نتائج الثورة التونسية والمصرية بعدما أطاحت هذه الشعوب بأنظمتها ...تحية مكللة بالفخر والصمود من الشعوب العربية لقناة الجزيرة ...