تزامناً مع الثورات العربية، وبالرغم من انشغال الأغلبية بمتابعة قنوات الأخبار لمتابعة الأوضاع السياسية للبلدان الثائرة أنطلق برنامج المسخ (شيطان أكاديمي).. أقصد ستار أكاديمي أوساط تخوّف من إدارته بعدم متابعته..
هذا البرنامج فكرته فرنسية بحتة وطلابه (عّرب) والشيطان هو من يُسوّقه وإلا لما وجدنا – الطائشين والطائشات- أمام الشاشة لمتابعة ما يصول ويجول في مبنى مغلق مزروع بالكاميرات المتحركة، لرصد كل التحركات لتنقل للمشاهد كل الحركات السخيفة والتافهة لشباب وبنات يجمعهم مكان ومأكل ومشرب واحد دون ادارك لخطورة تهوين فكرة هذا الاختلاط في تلويث أفكار ومعتقدات الشعوب العربية، ممن هم خارج هذا البيت.
فتجد إحداهن تنسى الأكل على النار ليحترق هو والمطبخ وهي تشاهد يوميا هذا البرنامج ولم تنتبه لاحتراق المطبخ إلا بعد اتصال من بيت الجيران (يييي مطبخكم يحترق).. ألهذه الدرجة ما تنقله الكاميرات للمشاهد هو مُهم وخطير حتى يحترق منزل وهن مشدودات بمتابعته؟.. لا أظن ذلك أبداً.
دعونا نعترف أن البرنامج يستحوذ على متابعة جماهيرية مدهشة في أوساط الجماهير العربية و إلا لما استمر على مدى ثمان سنوات وربما يستمر أكثر من هكذا والسبب ببساطه أن الشعوب العربية اغلبها مشقوقة الإدراك والتمييز بين الأبيض والأسود، لذا فهي تنظر إلى هذا البرنامج وكأنه نشهد للوحدة العربية !!! عجبي للوحدة هذه التي تجسدها شباب وبنات يتقاطرون إلى برنامج للغناء واللهو والرقص والتمثيل، بعيداً عن الفكر العربي وقضايا الأمة العربية ومازالوا يرونه برنامجاً يحمل فكرة جديدة وأي جديد، حينما يكون دخيل على عاداتنا وتقاليدنا نحن المسلمين العرب وتُقترف بين جدرانه العديد من الذنوب والمعاصي باسم (الحرية والفن)!!
لستُ بمعترضة على فكرة البرنامج والتي قد تشترك فيها العديد من البرامج الجماهيرية الأخرى الناجحة، ولكن اعتراضي على الطريقة التي تقدم بها الفكرة لجمهور تجذبه قصص الحب والعلاقات المشبوهة داخل الأكاديمية ويتابعها بكل تفاصيلها التافهة والمضيعة للوقت.
اندهشت يوماً حين سمعت إحدى البنات تتمنى أن تدخل برنامج ستار أكاديمي، فهي - حد قولها- ليست بأقل من أي بنت دخلت الأكاديمية وحينها تملكني الضحك وفعلاً (شر البلية ما يُضحك).
فهل الشعور بالنقص هو ما يدفع بهن إلى دخول البرنامج، أم أن التحلل من العادات والتقاليد هو اكبر مكسب لهن بمجرد خوضهن المسابقة؟ وطبعاً هذا بعيداً عن الفن السامي.
للأسف ما زالت تنظر الشعوب العربية إلى تعاليم الدين والعادات والتقاليد على أنها حواجز وقيود تطمح دائماً لكسرها والتحلل منها، بل وتخلط بين الحلال والحرام.
هذا هو الغزو الفكري بعينه، والذي يلقي بظلاله القاتمة على فِكر وعقول شباب ويجعلهم بعد مشاهد الألفة (التي هي أصلا وقاحة ) بين شباب وبنات الأكاديمية، ينظرون إلى البنت الملتزمة وكأنها شبح ومعقدة -كما يصفوهن- فهل هذه ثمار فكرة البرنامج؟!.
لا أنكر أن البرنامج استقطب بعض أنظار من حولي في سنواته الأولى، ولكن عاماً عن عام وفوهته تتسع للمزيد من السخافات وتغلب على الشاشة مشاهد مخلة بالأدب، فتوقف من حولي لمشاهدته.
لذا أملي بأن يعي شبابنا أن مثل هذه البرنامج ضررها اكبر من نفعها، وربما لن تظهر دلالات نتائجه الخطيرة إلا بعد حين، وبعد أن نجد شبابنا يقتدون بشباب الأكاديمية.. ولي أمل كذلك أن تنصرف أنظارهم إلى برامج أنفع من هذه البرامج والى كلمات بين السطور تضيء للفِكر دربه نحو المعالي، وتُبعد بلداننا عن أنفاق مظلمة، تجرها إلى زنزانة الغَرب الفكرية ومغبة التطبيع الغربي ..
أحلام المقالح
شيطان أكاديمي 2057