;
جواهر الظاهري
جواهر الظاهري

لمن لم يفهم بعد! 1864

2011-04-14 06:07:03


إن ما يحز في النفس أن ترى هناك من لم يفهم بعد ماذا تعني ثورة، لا يدركون حتى الآن السبب الذي دفع الناس للخروج من بيوتهم وهم يعلمون أنهم قد لا يعودون إليها مرة أخرى.
هناك من لا يفهم حتى الآن أن رئيس الدولة هو راع لشعب ومسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في حياتهم، ابتداءً من تأمين لقمة عيشهم إلى تعبيد الطرقات التي يمشون عليها، حتى لا يتعثروا، ألم يقل الفاروق رضي الله عنه: "لو تعثرت بغلة في العراق لسألني الله لِمَ لم تصلح لها الطريق يا عمر"، وهو في المدينة المنورة.
والرئيس حين يبني المدارس والمستشفيات ويعبد الطرقات لا يفعل ذلك كرماً أو هبة منه، لكنه واجب عليه وهو عمله المكلف به، ولا يدفع نفقات المشاريع من خزينته أو من راتبه الخاص، ولكنها من أموال الشعب التي تعود إلى خزينة الوطن، سواءً من موارد البلد التي يتم تصديرها أو من الضرائب أو حتى من عائدات فواتير الكهرباء التي تعمل عندنا بالقطارة، ومع ذلك هي أعلى نسبة فواتير في الوطن العربي وربما في العالم وفواتير المياه الملوثة، التي لا تصلح للاستخدام البشري، ومع ذلك لا نحصل عليها إلا ثلاثة أيام في الشهر، إلا أن الفواتير تأتي بانتظام وتملئ فيها خانات الرسوم باهتمام وأغلب المشاريع تمولها دول أو منظمات خارجية.. "فافهموا يا أُولي الألباب".
ومع أن الجميع يشتكي من صعوبة المعيشة وسوء الخدمات وانعدامها والرشوة التي باتت أمراً ضرورياً ومعتاداً في كل مرافق الحياة ومن الفساد، الذي أضحى يأكل الأخضر واليابس، مع ذلك تجدهم يتشدقون بمنجزات الرئيس ومعجزاته ويلقون باللوم على من حوله وكأنه ليس هو من يعين وينتقي حاشيته, وأن كان مثل هؤلاء قلة، إلا أنهم للأسف موجودون وحين تحاول أن تتناقش معهم تجدهم صم بكم عمي، لا يكادون يفقهون قولاً.
لمثل هؤلاء نقول: يا جماعة الخير، حتى لو كان الرئيس فارساً ومناضلاً، بنى وشيد ووحد الوطن، حتى إننا أصبحنا في أسفل السافلين في ظل سياساته الحكيمة وأمجاده العظيمة، إلا أنه في النهاية لابد من التغيير، نريد رئيس جديد بدم نظيف، وعقل مستنير، لا يجيد القراءة فقط، وإنما خريج جامعات، يجيد استخدام الكمبيوتر ويتحدث لغات عدة "انجليزي وفرنسي وتركي" وأهم شيء يفهم لغة عربية، حتى إذا انتهت صلاحيته وطلب منه الرحيل يفهم سريعاً، فيتوكل على الله بنفس الطريقة التي يرحل بها رؤساء العالم المتحضرين, أم أنهم يستوردون منهم كل ما هو سيئ وحسناتهم ممنوعة علينا.
ونذكر هؤلاء أن رسول الله عليه الصلاة والسلام مات ودرعه مرهون عند يهودي بصاع من شعير وهو النبي والقائد والمجاهد، لم يكن يملك قصوراً ولا أموالاً تملئ بنوك العالم، ولم يورث الحكم لأحد من أفراد عائلته الطيبين الطاهرين، وكل من جاء بعده صلى الله عليه وسلم من قادة لازالت سيرهم العطرة تنير الكون وتملئ القلوب حباً وشوقاً إليهم، لأنهم كانوا حكاماً عادلين، زاهدين، علموا أن الملك زائل، وكل نعيم الدنيا فانٍ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، وإنما يبقى من الإنسان أعماله.
 فأما أن يحفر اسمه في سجل الخالدين، الذين ألهمهم الله سبحانه وتعالى الحكمة، فعمروا أرضه بالخير وحكموا بين الناس بالعدل، وإما أن تخط اسمه في سجل الطغاة الفاسدين، الذين أعمى المال والجاه بصائرهم، فعاثوا في الأرض فساداً وما "مبارك" ونهايته المحزنة منا ببعيد.. اللهم لا شماتة، لكننا نذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
algohrah1020@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد