في تعز تتجلى معاني الحرية في أبهى حللها، تتموسق مع شموخ جبل صبر الذي امتدت ذراعاه حاضناً لها كأم تحتضن وليدها.. زادها جمالاً ذلك الحضور الجماهيري وتلك الإرادة الثورية لأبنائها ممن عشقوا الحرية وجبلوا عليها.
ولا يُعكر صفو ذلك التجلي غير أولئك البلاطجة، الذين أرادوا الحرية بعكاز واحد وبقالب آخر.
تعز اليوم لا شيء يقهر حالها أو يفسد إرادتها ، لأن أحرارها أبوا الضيم وتاقت أرواحهم معاني الحرية، والعيش في ظل دولة النظام والقانون.. دولة المؤسسات التي تنشد المواطنة المتساوية.
ومها حاول أولئك الذين أتعبتهم المؤامرة ضد الحياة ومقوماتها وإيقاف الحرية، فإن محاولاتهم تلك لن تعود إلا بالخسارة وستبوء بالفشل الذريع.
وفي كل الأحوال تبقى الحالمة رمزاً من رموز الوطنية العميقة.. تتصدر الثورات سلم مراحلها التاريخية، تشعل فتيلها وتطفئه بإرادة صادقة ومتينة.
تعز اليوم آلت أن لا تقبل التدجين أو المساواة أو التنازل قيد أنملة عن شرط الحرية، ليبقى للوطن صورته الجميلة وترتفع معاني الحب السامية راية خفاقة على قمة جبل صبر ومعلماً وطنياً يتغنى به أبناء الحالمة.
ستظل العصية المانعة لكل من أراد قهر إرادتها الوطنية وستقف بكل إباء وشموخ رافضة القهر والبلاطجة بكل هراواتهم وعصيهم وضيق أدمغتهم وما أوتوا من قوة.
فهاهي اليوم تطالب بتحقيق العدالة ورؤيتها ممن أهدروا دماء مواطنيها واستباحوا حرماتهم ولن ترضى ما دون ذلك، فهو مطلبها الأول والأخير.
وأخيراً لابد أن يدرك كل من ارتكب جريمته ضد الحرية أنهم مطلوبون بقوة الإرادة الجماهيرية للعدالة.. العدالة الغير ممنهجة والغير مزورة.. الغير قابلة للجان المساومة والتقارير الكاذبة والرؤية الخاطئة والتسويف حتى إشعار آخر.. العدالة التي تتحقق فيها كافة شروط القضاء العادل والإرادة الشعبية، وذلك لأن المتهم في القضية مشار إليه بوضوح، فلا يمكن أن يكون هو الجلاد والقانون في آن واحد.
فهنيئاً لك أيتها الحالمة تلك الإرادة القاهـرة.. طالما كتَبت لك الأقدار زعامة تلك الثورات وقيادة الحرية..
ولك يا تعز ألف تحية.. بقدر تلك المشاعر الأخوية النبيلة، التي يكنها أبناؤك لكل إخوانهم في ربوع اليمن السعيد.