لا أدري ما الذي ينتظره الرئيس بعد أن سمع شعبه تهتف قلوبهم قبل أفواههم بأنهم لا يريدونه وهو مازال يتحدى ويستقوي بأولئك المأجورين الذين باعوا وطنيتهم وضمائرهم بثمن بخس.. فهو لم يقتنع بعد بأن إرادة الشعب هي التي ستنتصر وبأن ثورتهم هي التي ستحكم بعد رحيله لأن من قام بها هم أصحاب الأيادي الأمينة الذين يتجاهلهم في خطابه ويصر على البقاء بحجة أنه لا يثق سوى بيده الأمينة التي امتدت لتنهب أرواح شباب أبرياء حلموا بالحياة الكريمة.
فإذا كان يريد حقيقة مصلحه الوطن، فليرحل وهناك الكثير من الأيادي الأمينة والنظيفة، التي من المستحيل أن تتلوث يوماً بدماء أبنائها، أما إذا كان يصر على التمسك بالسلطة بحجج واهية، يطمح بأنها ستكسبه الوقت، الذي بمروره ستكون ثورة الشباب قد هدأت فإنه يحلم بالمستحيل الذي تحقيقه لن يكون مباحاً بعد كل الدماء التي ُسفكت..
للأسف أصبحت خطابات الرئيس مؤخراً تتشابه كثيراً مع خطابات القذافي، الذي كان ينكر أحداثاً يشاهدها كل العالم وصالح انتهج نهجه ليقول بأن المتظاهرين قلة والأغلبية هم من يؤيدونه، حتى وإن كانوا قلة، فهم أيضاً من أبناء الوطن ولم يأتوا من بلد آخر ويجب عليك أن تحترم إرادتهم لأنها أقوى وأصدق من حشودك المأجورين، الذين يخرجون بمقابل، أما شباب الثورة، فهم يخرجون بإرادة حُرة ويدفعون بأرواحهم ودمائهم فداءً للوطن وليس فداءً لك أو لحشودك، الذي قلت ستفديهم بالروح والدم وبمال الوطن، فأرواح الشهداء ودماؤهم أسمى وأغلى من أن تكون فداءً لك أو لأتباعك..
فشباب الثورة أعلنوا ولاءهم لوطن أنينه الموجوع من الفساد والظلم أبكى ضمائرهم، التي انتفضت بصدور عارية، تواجه رصاصك وبأنوف شامخة تستنشق سمومك وبعزيمة تشتد كلما اقترب ميعاد رحيلك ...فلا مجال للمقارنة بين إرادة حُرة وإرادة مدفوع ثمنها.
بقايا حبر:
كنت أتمنى أن أكُمل عبارتي، لكنه نفذ حبري عند كلمه إرحـــــــــــــــل..
naaemalkoulidi23@hotmail.com
نعائم شائف عون الخليدي
إرادة مدفوع ثمنها!! 1819