اليمن اليوم على محك الانفجار والكل فيها مسؤولون عما وصلت إليه الأمور، ابتداءً وانتهاءً بالأحزاب السياسية التي يوماً بعد يوم تغرس أنيابها بجسد الوطن لتنزف شهداء وجرحى من الشباب العُزَل المسالمين في حين أنها (الأحزاب السياسية) تتراشق فيما بينها بالاتهامات والشعب في الشارع وحده من بفوهة المدفع..
وبات الكرسي هدفاً أسمى للأحزاب ولو مات شعب في سبيله لا يهمهم.. ألهذه الدرجة وصلت بكم الأنانية وتغليب المصالح الشخصية والحزبية على مصلحة الوطن الذي يمثله الشعب في الشارع؟ أم أن الكرسي هذا يستحق فعلاً التضحية وطمر جماجم بالدماء لأجله؟!.
هل سيكون هذا الكرسي كما وصفته زوجة وزير في جلسة نسائية بأنه (كرسي حلاّق) يصعد شخص وينزل شخص والمستفيد هو المحلوق له.
نحن اليوم وبعد أكثر من "3" أشهر من بداية الثورة اليمنية وبعد سقوط شهداء وجرحى مازالت أحزابنا مصممة على التضحية بشعب مسالم وشباب بعمر الورد وأطفال أبرياء من أجل ماذا؟ من أجل كرسي !! وماذا بعد أيها الأحزاب؟ إلى متى ستستمر هذه المكايدات على حساب الأرض والناس؟ هل المسألة مستحيلة والتضحية لأجل الوطن معجزة لن تتحقق دون عزة وكرامة الحزب الفلاني؟
ألم تسمعوا الحكمة القائلة (من الأفضل أن يعاني شخص على أن تحزن أمة ) أم أنها من سابع المستحيلات أن يقول شخص: نعم لأجل حقن الدماء.. نعم لأجل اليمن بدلاً من عناده وزج البلد في سلاسل عنف وحمامات دماء، طرف فيها برصاص وغاز والآخر بصدور عارية؟
الشيء الوحيد الذي بتُ أراهن عليه للحفاظ على اليمن هو الشباب.. نعم الشباب البعيد عن الأحزاب السياسية، فهم القادرون على لم الشمل، فلا يعود هناك (برغلي وشمالي وجنوبي)، فالكل أبناء اليمن الواحد وهم القادرون على بناء وطن خال من الـ(أنا) وكراسي المصلحة وذلك بإراداتهم وما الصورة التي وضعها شبابنا محط أنظار العالم في سلمية اعتصاماتهم، رغم ما تتعرض له صدورهم من رصاص وغازات خانقه إلا خير دليل على ذلك.. ثم وبعد هذا ألا يستحق شبابنا أن يتولون زمام الوطن ويقودونه إلى بر الأمان بعد إنهاك الأحزاب لجسده بصراع الثيران فيما بينها؟
إلى فترة ليست ببعيدة ظن البعض أن الحزب الحاكم هو الحاكم لليمن ولكن الوضع الآن كفيل جداً بأن يُثبت للجميع أن اليمن تحكمها إرادات شعبها وهي ليست مُلكاً للأهواء الحزبية السياسية بل وهي ملك للجميع، والجميع من سيدفع بها إلى بر الأمان..
بالعودة إلى أحداث الأيام الماضية الدامية تلوح بالأفق دلائل على أن الشعب يُضحي لأجل تراب اليمن والأحزاب تُضحي باليمن وشعبها لأجل الكرسي.. إذن فما الحل يا أيها الأحزاب؟ بالتأكيد لن يأتي بلحظات وجيزة وليس بطلب مبادرات يقبلها طرف ويرفضها طرف آخر تحت ظل عناد من الطرفين وتجاهل لشريحة كبيرة من الشعب في ساحات الاعتصام,, عودوا إلى رشدكم وانظروا بعين الحقيقة المجردة من المصالح إلى كل منزل مغموس بلون الحداد على شهيد عطّر دمه الطاهر تراب الأرض وكل جريح انغرست في جسده طلقة من نيرانكم واختنقت حشرجات آخر من غازاتكم.. ألا يكفي هذا حتى تُضحون بكرسي؟؟.
ألا تكفي دمعة وصرخة طفلة، فقدت أباها وبكت وأبكت الجميع، فلقد فقدت أباها وفقدت عينه التي ترى الوطن بها؟!.
بالله عليكم ماذا بعد؟ ماذا تنتظرون حتى تبرهنون أنكم يمانيون فعلاً؟ أتنتظرون مزيداً من الدماء والجماجم أم ماذا؟
ولكن سيظل اليمن أكبر وأعظم من أن تكون حلبة مصارعة لأهوائكم على شيء زائل..
أحلام المقالح
ماذا بعد أيها الأحزاب السياسية؟! 2355