الخميس الماضي جرى في قرية "الرواء" إحدى قرى مديرية خنفر بمحافظة أبين مهرجان جماهيري تضامناً مع أسر وأهالي الضحايا والجرحى الذين أزهقت أرواحهم وحرقت أجسادهم إثر ذلك الانفجار المروع في إحدى مستودعات مصنع "7أكتوبر" للذخيرة.
كان لقرية الرواء "نصيب الأسد" من حيث عدد الضحايا والجرحى بحكم مقربة هذه القرية من مصنع "7أكتوبـر"، الأمر الذي جعل الأطفال قبل الكبار ينطلقون صباح الاثنين المشؤوم الموافق 28/3/2011م في اتجاه موقع المصنع عسى أن يحصلون على بعض "المغانم"ـ ولم يدرك أي من هؤلاء الأطفال وهم بعمر الزهور أن الموت في انتظارهم وأن فقرهم وعوزهم هو من ساقهم إلى هذه المحرقة القاتلة.
المسيرة والمهرجان الجماهيري كانت نقطة انطلاقته من مدينة الحصن والتي تبعد عن قرية الرواء ببضع كيلومترات.
وفي الساعة التاسعة من صباح الخميس انطلقت الحشود البشرية من مدينة الحصن في اتجاه قرية الرواء سيراً على الأقدام وهم يحملون جنائز تعبيرية، يرددون الشعارات التضامنية مع أسر وأهالي الضحايا والمستنكرة لما حدث لذويهم.
وفي قرية الرواء حط رحال الحشود البشرية القادمة من مدينة الحصن، لتنطلق فقرات المهرجان الخطابي والتضامني، حيث ألقيت كلمات عديدة في هذا المهرجان عن أسر الضحايا وعن أحزاب اللقاء المشترك وعن قوافل الإغاثة لأسر الضحايا وهي الكلمات التي كانت تلقى بشكل خطاب نظراً لأن من يلقون هذه الكلمات كانوا يستعينوا بأوراق ليقرأوا كلماتهم منها.
وحده الأستاذ والشخصية الفاضلة الوالد/ عبدالله ناصر ناجي من لامس ودغدغ عواطف ومشاعر الحاضرين بكلمته التعبيرية والعفوية والتي تنم عن صدق المشاعر والإحاسيس، حتى أنه أجهش بالبكاء وهو يلقي كلمته ذارفاً الدموع أمام مرأى ومسمع كل من حضروا هذا المهرجان التضامني، وهي الدموع التي لا يمكن لها أن تكذب على رأي شاعر لحج الكبير صالح نصيب –رحمه الله.
صادق حمامه
دمع العين ما يكذب؟! 1996