اعتقد أن اليمن في هذه اللحظات في أمس الحاجة إلى الوطنية الحقيقية التي يجب أن تجسدها الحكمة اليمانية التي راهن الكثير على انعدامها، المبادرة الخليجية التي ليس عليها لبس أو غموض يجب أن يرحب بها جميع الأطراف، واضعين نصب الأعين مصلحة اليمن واليمنيين فوق كل الاعتبارات، الوقت لم يعد يسعف للمزيد من المناكفات والتلكؤات واللعب خلف الكواليس وتضييع وطن وشعب وتمييع ظالم لمستقبل الأجيال، ثمة ضرورات يجب الأخذ بها لا تجاهلها أو مماطلتها وتسويفاتها .
إن مبادرة مجلس التعاون الخليجي جاءت في الوقت المناسب ومنصفة لجميع الأطراف، هناك الكثير ممن سيقول ولكن رأي الأغلبية وخروج الأغلبية رغم ذل إلا أن الحقيقة تقول إن الأغلبية ترتبط ارتباطاً مباشراً بمصير الوطن والشعب،وهي من يجب أن تضمن للوطن أمنه واستقراره وسلامة شعبه، عاصفة التغيير التي تجتاح الساحات العربية اليوم سلاح خطير ذو حدين، إما أن تنقل الأوطان والشعوب العربية إلى الخير والسلام والمستقبل الأفضل وإما إلى الحرب والدمار والمستقبل المظلم والفوضى التي لانهاية لها، في مثل هذه الأوضاع وفي مثل هذه الظروف أصبحت التنازلات فرض عين وواجب على ذي عقل سليم يحب وطنه وشعبه.
لابد أن نبتعد قليلا عن لغة العواطف ودغدغة المشاعر والتغريد السيئ الذي لا يقود وطننا وشعبنا إلا إلى الفتنة التي لم تستيقظ بعد ومازال بالإمكان تجاوزها، على شباب الثورة اليوم أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه الوطن والشعب وان لا يكونوا سبباً رئيسياً في توتر الخلافات والصراع ونشوب الفتنة وتضرر ملايين اليمنيين بعواقب تصرفاتهم.
فما سمعناه منهم برفض للمبادرة الخليجية ومطالبة بمحاكمات وما إلى ذلك يخلق احتقاناً وتوتراً ويقود إلى منزلق الحرب والفوضى والأزمات الحالكة التي لا احد يرتضيها أو يقبلها، لابد أن تكون لغة العقل والمنطق حاضرة، ولابد من مراعاة مشاعر اليمنيين وتطلعاتهم الحقيقية ورفضهم القاطع للفتنة وما يقود إليها بأي شكل من الأشكال، لقد تجرع اليمنيون في هذه المرحلة أزمة هي الأعنف في تاريخ اليمن، شرع الشارع اليمني بالتفكك والانقسام مابين مؤيد ومعارض.
اليوم طالما مازالت اللحمة اليمنية متماسكة وترتدع في اللحظات الحرجة وتعود إلى صوابها مدينة كافة الأعمال التي تقود إلى الفتنة، يتوجب على الجميع الحرص الشديد على استغلال المبادرة الخليجية والتعامل معها بكل عقلانية ومنطقية والتعامل مع مستقبل اليمن واليمنيين بالرؤية المستقبلية لا الآنية المتشنجة الغير مدروسة والتي لا تأبه إلا لما تراه لا إلى ما يراه الشعب، هذا وطن ليس من حق أي كان تحديد مصيره وفقاً لنظرات مشخصنة وحسابات فردية لا تمت للشعب بأي صلة.. يا شباب التغيير، يا عقلاء اليمن لغة العناد والخطابات الغير منطقية والغير عقلية اعتداء على اليمن والشعب، لابد أن يذكركم التاريخ بالخير، فاحرصوا على ما فيه مصلحة اليمن وشعبه. والله من وراء القصد.
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
التغيير سلاح ذو حدين 2090