في مقالتي هذه أود أن أوجه رسالة لكل الشباب المعتصمين المتواجدين في مختلف الساحات سواء في ساحة الحرية في تعز أو ساحة التغيير في صنعاء وكل الشباب في مختلف المحافظات وأقول لهم لا تنجروا وراء تلك الأفكار التي تريد أن تدفع بكم نحو الفوضى والخراب.
فهذه الأفكار تريد أن تُسلب من ثورتكم الطابع السلمي حتى تعطي صلاحيات للسلطة في استخدام العنف تحت مبرر عدم سلمية ثورتكم، فالسلطة تحاول أن تكرس جهودها السياسية من أجل البقاء في السلطة، فهي تُطبق أجندتها الفاشلة التي دعتها إلى سفك دماء الشباب تحت مبرر لا وجود له وهو عدم سلمية ثورتكم.
أعلم بأنكم تحبوا هذا الوطن الذي أعلنتم ولائكم له وقدمتم أرواحكم ودمائكم فداء له وأنكم من المستحيل أن تقبلوا تدميره أو أن تلقوا به إلى هاوية الخراب والفوضى ولكن احذروا، فهناك مدسوسين بينكم يحاولوا أن يغيروا مسار تفكيركم، فلا تستجيبوا لدعوات التخريب والدمار فسلمية ثورتكم هي سبب انتصاركم وهي التي ستحقق مطالبكم، فخلوها سلمية يا شباب حتى يعرف العالم حقيقة شباب اليمن الأحرار الذين أرادوا الكرامة، فاشتروها بدمائهم والذين حلموا بالحرية، فسعوا لها بإرادتهم والذين سئموا الفساد فانتفضت ضمائرهم.
نعم شباب اليمن الذين جعلوا من صمودهم وتلاحمهم شعار ثورتهم والذين رسموا لوطنهم خريطة المستقبل الأفضل، ليعلنوا عن ميلاد اليمن الجديد شباب هم من سيحكمون وطن تغنى فخرا" بشجاعتهم، فلا تدعوا لهم فرصة كي يحاولوا نهب إرادتكم سواء كانوا من السلطة أو المعارضة فثورتكم ثورة سلمية شبابية تبنتها ضمائركم الحية وإرادتكم الحرة التي لا تُشترى بالمال فاجعلوا اتجاهاتكم سلمية حتى لو استخدموا الوسائل الاستفزازية واجهوها بقوة عزيمتكم ولا تجعلوا غضبكم يقودكم نحو أي تصرف فيه إساءة أو تجريح لسمو ثورتكم الشامخة بحب الوطن..وأخيرا" أسال الله أن يتقبل شهدائنا برحمته ويجعلهم أحياء عنده يرزقون وأساله عز وجل أن يثبتكم بالعزيمة ويكتب لكم النصر القريب.
*بقايا حبر:
الزعماء العرب جهلوا حقيقة أن الثروة الحقيقية ليست في بنوك سويسرا وإنما في قلوب شعوبهم التي تمنحهم رصيد الكرامة والتاريخ المشرف.