لا يجب أن ينجح صالح في جعل الناس ينسون شهداء مجزرة تعز والحديدة عن طريق عدوان كذبة الوساطة وتوزيع الأسلحة على ميليشيات تسمى لجاناً شعبية.. محاولة تسليم مخازن ذخيرة في الجنوب للأهالي، التوجيه بتسليم إذاعة عدن لعناصر تقوم بإعلان الانفصال لإفشال الثورة، التحريض على مدار الساعة عبر وسائل إعلام الدولة، الوساطات المفخخة التي كان آخرها اغتيال قائد الفرقة الأولى اللواء/ علي محسن صالح.. كل ذلك يعني أن ثمة مخططاً واضحاً لإشعال حرب أهلية كلما أوقدها صالح أطفأها الله.
إن إرسال مسلحين بجوار الوساطة لتنفيذ عملية اغتيال للقائد وللجنة الوساطة، أو حتى لإطلاق الرصاص في بوابة معسكر الفرقة في مثل هذا الظرف هو بشكل واضح إشعال لفتيل الحرب بين الحرس والجيش.. فماذا لو تعاملت الفرقة برعونة وبلعت الطعم حين ذلك فإن النتائج لا يمكن تصورها والتطورات لا يمكن التحكم فيها خصوصاً إذا علمنا أن مجازر يناير الدامية في عدن 1986 بدأت شرارتها بإطلاق نار من قبل حراسة أحد الأطراف وطارت بعدها جماجم الألوف، والحمد لله أن سلم البلاد والعباد التبعات المدمرة التي كان النظام يهدف لها عن طريق كذبة الوساطة؛ ويظهر جلياً أن إعلام السلطة كان جاهزاً لتغطية الحدث بشكل مقلوب وكأن الأخبار كتبت قبل ذهاب الأشخاص إلى الفرقة وبدأ الإعلام وكأنه كان مهيئاً للحديث عن فاجعة كبيرة لكن الله سلّم.
إن ما حدث أمام بوابة الفرقة يستدعي الانتباه ويدل على أن السلطات تستخدم أساليب مدمرة لليمن ولأمن الشعب وسكينته في سبيل البقاء، ويروح ضحية ذلك الأبرياء وبعض المعبأين الذين يظنون أن الشباب والمعارضة وعلي محسن يتآمرون على اليمن!! والعكس هو الصحيح إذ خرج الشباب أول الأمر من أجل إصلاحات ولما قوبلوا بالقمع نادوا بالرحيل وقدموا الشهداء وأثبتت معالجات الرئيس وطاقمه المتآكل أنهم بالفعل لم يعودوا يصلحون لإدارة بلد وأن عليهم الرحيل.
لقد قدم الشعب منذ بدء الاعتصامات أكثر من 300 شهيد والآلاف من الجرحى في صنعاء وأبين وعدن وتعز وإب والحديدة وغيرها من محافظات اليمن، وانشق الحزب الحاكم والجيش، وانتهت فترة البرلمان وأقيلت الحكومة.. كل ذلك يعني أن الرئيس لم يعد يسيطر على الأمور، بل يفاقم الأزمة كل يوم، وكل ما يطلبه الشباب ومن انضم لهم من المعارضة والمؤتمر والجيش هو أن تنتهي حالة الفوضى والعبث وتسلط الفرد ويحدث انتقال آمن للسلطة وتطوير لنظام الحكم من رئاسي إلى برلماني منعاً لتجبر الفرد واستبداده.. وليس صحيحاً أن الحكم سينتقل للمشترك أو علي محسن أو حميد الأحمر بل إلى من سوف يختاره الشعب وفق انتخابات نزيهة ومتكافئة.
من هنا فإننا ندعو المشائخ والأعيان والضباط ألا يقعوا في فخ الرئيس ويشعلوا شرارة الحرب الأهلية، لأن الرئيس ليس حريصاً على وساطة وإذا قرر الاستجابة لمطالب الشعب فلا يحتاج إلى وسيط.. ونناشدكم الله أن دماء اليمنيين أمانة في أعناق الجميع.
وكذلك ندعوا كل الشرفاء والعقلاء والأبطال أن ينضموا إلى إخوانهم في ساحات التغيير حتى يصل الرئيس إلى قناعة التسليم الآمن للسلطة.. شاكرين كل الأشقاء والأصدقاء في الخليج وأوروبا وأمريكا على مواقفهم الداعمة لإرادة الشعب اليمني وأمن واستقرار ووحدة اليمن.
وختاماً نقول لكل أبناء اليمن: إعلموا أن سنة الله سارية، يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء وأن النصر صبر ساعة، وأن قيوم السماوات والأرض هو الحافظ لليمن وللعالم أجمع وليس علي عبدالله صالح أو غيره وأنه رحيم بعباده، نسأله ونستعين به أن يجنب اليمن كل مكروه، وأن يجعل كيد الظالمين في نحورهم إنه سميع بصير.
مهدي بامخرمة
الأبعاد الخطيرة لمحاولة اغتيال علي محسن 1722