الصندوق الطريق الوحيد إلى السلطة ولا يوجد حل لهذه الأزمة سوى الحوار.. هكذا خاطبني أحدهم، قلت أي صندوق وأي حوار ودماء الشعب اليمني تسفك وتهدر على قارعة الطريق بدون وجه حق؟ قال لي متهجماً، لماذا تحبين إثارة الفتن؟ أجبته على الفور أي فتن تلك التي تتحدث عنها؟، هل أصبح قول الصدق والحقائق فتن؟.
وعموماً أنا عندما أكتب عن أمور لا أختلقها وإنما أرها على أرض الواقع تحدث، سواءً من أحداث أو مبادرات أو اعتداءات ولم أتعمد يوماً اللجوء إلى التأويل أو المبالغة أو حتى التضليل، وإن ما نتحدث عنه يحدث في القنوات الرسمية والوسائل الإعلامية بشكل عام "الرسمية"؟، فقال إن الوسائل الإعلامية الرسمية تنقل صوت الأكثرية التي تقف مع الشرعية الدستورية التي طالما يحاول اللقاء المشترك التقليل من شأنها، فقلت لا أحد يغطي عين الشمس بمنخل، ألا ترى الساحات المكتظة بالشباب من أبناء اليمن في كل أنحاء الجمهورية؟ أجاب إن الشباب الذين تتحدثين عنهم لم يعودوا موجودين في الساحات، من البداية كان هناك طلاب بالفعل وكانت لهم مطالب مشروعة ولكن الذين حصل بعد ذلك أتت القوى السياسية الممثلة باللقاء المشترك ودفعت بقواها إلى الشارع والتقطوا الشعارات التي كانت تطبق في مصر وطبقوها في اليمن..
قلت لنفرض أن ما قلته صحيح، هل هذا يعني إلغاء هوية من في الساحات؟ أليسوا أيضاً مواطنين يمنيين ولهم الحق بالاعتصام السلمي وهو حق مكفول بالقانون؟ قال: ولكنهم أقلية ويطالبون برحيل الرئيس وإسقاط النظام وهذا أمر مرفوض لا نقبله، فقلت هذه حقيقة عليكم تقبلها من الأكثرية، فأنت ومن ترفضون لا تنتمون إلى هذا الشعب الباسل، فقال بصوت حاد النبرة، هل أنتِ مع الأقلية؟ قلت إذا كنت تقرأ صحف وتحديداً صحيفتنا "أخبار اليوم" ستعرف بأنني منذ اليوم الأول وأنا مع الشعب، صحيح لم أخرج إلى ساحات الاعتصامات ولكنني معهم قلباً وقالباً وأحاول أن أقف إلى جانبهم بقلمي.. قال لا تظني بأن الأمور ستمر على خير، قلت ليكن، فأنا أرى أنها ستمر على خير بعد أن ترحلوا.
هكذا أنهيت حواري معه وسألني أحد الزملاء وكان يستمع باهتمام قائلاً: هل تعرفينه؟ قلت: لا.. وأنت قال: لا ومن كان يريد في المكتب؟ قال الله أعلم.
دخل وخرج ولم يفصح عن هويته، هذا الأمر في الحقيقة أثار قلقي في البداية ولكنني توكلت على الله وواصلت عملي.
والحقيقة لا أعلم ماذا تستفيد السلطة والحزب الحاكم من تلك الاعتداءات وإراقة الدماء؟، هل هي عملية لي الأذرع من أجل القبول بمبادرة الرئيس؟ إذا كانت كذلك لن تفيد لقد شممنا للمرة الأولى في حياتنا رائحة الحرية.. حرية ثمنها دماء شهدائنا في كل محافظات الجمهورية.. حرية سطروها بدمائهم الطاهرة وهل بعد ذلك يراد منا التراجع إلى الوراء؟ لا والله مع كل قطرة دم سفكت على أرض بدون وجه حق.. لا والله لا تراجع ولا استسلام حتى يسقـــط النظام.
سنصبر حتى يتحقق النصر المبين، فبعد أن ذقنا طعم الحرية لن نعود لحياة الذل والهوان، أفهموها يا عالم، يا من في السلطة، لن تفيد أفعالكم الإجرامية تلك ولن تخيف الشعب الذي قرر مواجهتكم بصدور عارية.. فهل فهمتم الحقيقة الآن؟!.
