ما يحدث في اليمن من اضطرابات سياسية وصراعات وأحداث وقتل وعنف وتخريب واعتقالات سياسية، مجمل هذه الأحداث تؤثر على عامة الناس، وخصوصاً الأطفال، فالأطفال أكثر قابلية للإيحاء، وأكثر تأثيراً بهذه الأحداث في عامة الناس، ا لكثير من الأطفال يشاركون في الاعتصمات في جميع ساحات الحرية والتغيير منهم من يأتي بنفسه ومنهم من يأتي مع أقاربه أو آبائهم.
وملايين من الأطفال يشاهدون على شاشة التلفزيون ويسمعون يومياً طلقات الرصاص التي تحصد أرواح الشباب والأطفال الأبرياء، جرائم بشعة برصاص القناصة لم يشاهدونها حتى في حرب غزة من قبل العدو الصهيوني.
مئات من الأطفال والشباب استشهدوا وآلاف جرحى، كل هذه الأحداث تعكس سلباً على حياة الأطفال، وتؤثر وتنغص حياتهم، أيضاً هناك انقسام بين الأطفال منهم من يؤيد الرئيس/ صالح، ومن الأطفال من يؤيد ثورة الشباب، وبالتالي تخلق هذه الأحداث ثقافة الكراهية، والحقد، والعنف بين الأطفال وقد تؤثر على حياتهم النفسية والاجتماعية والجسمية في مراحل لاحقة.
كما تحدثت سابقاً بأن الأطفال أكثر قابلية للإيحاء، وأكثر تأثراً من الكبار ويصدقون بسرعة ما يقال من المحيطين، وخصوصاً الشخصيات المؤثرة، فعندما يسمع الأطفال خطابات رئيس الجمهورية وهو يتحدث عن أن اليمن قنبلة موقوتة، واليمن قادمة على حروب أهلية، هذه الخطابات تخيف وترعب الكبار، فما هو حال الأطفال؟.
ملايين من أطفال اليمن أصابهم الهلع والذعر والرعب، منتظرين القنبلة التي ستزلزل باليمن، كوابيس الحروب الأهلية تطارد الأطفال، لذلك الكثير منهم مصاب بالقلق والفزع والاكتئاب والتشاؤم من المستقبل وأيضاً مصابون باضطرابات جسمية منها التبول اللإرادي وارتفاع ضغط الدم وأمراض السكر.
الملايين من الأطفال يتساءلون دائماً: ما الذي يحدث في اليمن؟ ولماذا يحدث هذا في يمن الإيمان الحكمة؟ وما هو السبب الذي أوصل اليمن إلى ما هي عليه؟ ومن المستفيد إذا حدثت حرب أهلية كما يحدث في ليبيا؟.
إذا كانت خطابات الرئيس وتهديده بالحروب تحرمنا النوم وتخيفنا والكوابيس لا تفارقنا، فما هو الحال إذا حدثت الحروب الأهلية -لا سمح الله- أين الذين يخافون على أطفالهم وأطفال اليمن ووحدته؟!.
كفانا حروب.. كفانا قتل وعنف.. كفانا مذلة وإهانة، وكفانا ظلم واستبداد.. إلى متى ستظل يمن الإيمان، يمن الحكمة بهكذا حال؟.
منصور عون
أطفالنا وكوابيس الحروب الأهلية 1731