بقلم: دانا ستوست
في مستهل حلقة نقاشية عن اليمن بعنوان (اليمن: هل تكون مصر القادمة؟)، قال مستشار الأمن القومي السابق جيم جونس: "اليمن ليست مفاجأة. فكما هو أمرا واقعيا، لا يُعرف حتى الآن ما هو الوضع تماما".
فهل اليمن على حافة انقلاب محتمل، هذا يبقى صحيحا، وعلى الأرجح في الأسابيع أو الشهور القادمة.
هنا في واشنطن، هناك نوعان من المخاوف الرئيسية حول اليمن حاليا: التهديد المستمر من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومقره اليمن والحكم في هذه الدولة الخليجية المحاصرة.
لقد أصبح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح حليفا مترددا للولايات المتحدة في مكافحة القاعدة في شبة الجزيرة العربية، لكن نظامه ينهار تحت ضغوط حركة المعارضة الشعبية التي اكتسبت زخما جراء جهود صالح لقمعها.
في الحلقة النقاشية، التي عقدها مركز بيبرتيسان بوليسي في بداية شهر مارس، أعطى توماس كرايسكي، السفير الأمريكي السابق في اليمن، نسبة 50 بالمائة لإكمال صالح فترته الرئاسية التي بقي لها عامين قبل أن يقدم صالح تعهدا بالتنحي.
وبعد ثلاثة أسابيع، من المشكوك فيه إذا كانت فترة صالح ستمتد شهرا آخر. فمنذ الهجوم العنيف على المتظاهرين في العاصمة صنعاء، عندما أقدم قناصة على إطلاق النار على المتظاهرين من أسطح المنازل مما أسفر عن مقتل 52 منهم، تهالكت حكومة صالح جراء الانشقاقات على مستوى عال. كانت أبرز الانشقاقات لأكبر شيخ تحالف قبلي في البلاد وأكبر قائد عسكري في الجيش اليمني الذين انضما إلى حركة المعارضة. وعلى أثره أعلن صالح حالة الطوارئ ونشر الحرس الجمهوري الموالي لصالح بقيادة نجله أحمد، الدبابات في شوارع صنعاء.
مخاوف واشنطن مترابطة ببعضها البعض. على مدى العقد الماضي، منذ الهجوم على المدمرة كول في عدن عام 2000، كان صالح حليفا مترددا في الحرب ضد القاعدة.
وهذا الالتزام كان مؤكدا على مدى السنوات القليلة الماضية. فمنذ أن شكلت فروع القاعدة في الخليج العربي القاعدة في شبة الجزيرة العربية، بدأت موجة الهجمات الجديدة، منها المحاولة الفاشلة لاغتيال المسئول السعودي الأول في مكافحة الإرهاب ومؤامرة "تفجير الملابس الداخلية" وفي الآونة الأخيرة محاولة أكتوبر 2010 لتفجير طرود مفخخة.
لقد قدمت الولايات المتحدة أموالا لتطوير قدرات اليمن في مكافحة الإرهاب. ووفقا لنائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي للعمليات الخاصة ومكافحة الإرهاب جاري ريد فإن المشاكل في اليمن متنوعة. وعلى الرغم من التدريب الذي تقوم به قوات العمليات الخاصة الأمريكية لقوات الأمن اليمنية المختلفة لم يظهر تحسنا ملحوظا.
وكما يقول ريد الذي تحدث في الحلقة النقاشية، فإن السبب في ذلك يعود إلى فشل القيادة في إضفاء الطابع المؤسسي على مثل هذا التدريب وتم خسارة التقدم المحرز مع القوات اليمنية في غضون عام واحد.
قوات الأمن اليمنية تكافح أيضا للتخطيط لقوة فاعلة في مكافحة الإرهاب خارج العاصمة.
لقد حاولت الولايات المتحدة المساعدة في تحديث قطاع الطيران الضروري لعمليات مكافحة الإرهاب، لكن قوات الأمن اليمنية لا تزال تعتمد على طائرات هليكوبتر متداعية من الحقبة السوفيتية، القليل منها التي هي في حالة جيدة هي مخصصة لمهام الرئيس. على الأرجح أن هذا يشير إلى المشكلة الرئيسية في جهود مكافحة الإرهاب في اليمن.
وعلى الرغم من مخاوف واشنطن حول القاعدة في شبة الجزيرة العربية وحليفها القادم في اليمن، فإن الأولويات في اليمن تختلف كثيرا.
الحرب المتقطعة في الشمال ضد المتمردين الحوثيين وقمع الحركة الانفصالية في الجنوب خلقت إرباكات لصالح خصوصا مع الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال الشهرين الماضيين.
الثورة الحالية في اليمن أثارت مخاوف لدى الحكومة الأمريكية حول إذا رحل صالح، هل ستنتهي الحرب ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
قال ريد: "سنواصل التدريب والعمل معهم، وسنذهب على حيثما تأخذنا القيادة السياسية. لكن بغض النظر عما يحدث، فإنهم بحاجة على التدريب والتجهيز".
أما بالنسبة لذلك الذي سيكون مسئولا عن اليمن عندما تواصل الولايات المتحدة علاقتها مع اليمن في مكافحة الإرهاب، فلا يزال الأمر غير مؤكدا، ربما لفترة من الوقت من الآن.
فعلى الرغم من أن تنحي صالح يبدو لا مفر منه، فمن الجدير ذكره إنه عندما واجه الجيش الإمامة اليمنية في عام 1962، فإن النتيجة تمثلت في حرب أهلية استمرت لمدة ثمان سنوات.
فالحرب هي احتمال حقيقي جدا في صنعاء. وحتى لو غادر صالح بهدوء، فما الذي أو من الذي سيأتي بعده.
يقول كرايسكي: "عندما يحدث التغيير، هذا إذا حدث، سنكون أخر من يعلم بما قد يحدث أو من سيحل محله"
مجلة فورين بوليسي الأمريكية
اليمن على حافة الانهيار 2608