صباح الحرية يا وطني المتعب من جراحات الزمان ,المنهك من عبث الفاسدين وحماقات الجاهلين.
صباح الحرية يا حالمة أبشري، فحلمك الذي كان محبوساً في صدور ترتجف خوفاً خلف الجدران المظلمة بدأت خيوط أنواره تشع في صباح مختلف التفاصيل.
صباح الحرية يا شهيد.. يا من اشتريت بروحك حرية وطن بـأكمله وغسلت بدمك الغالي عار الذل الساكن في أروقة أفئدتنا وتحت ألسنتنا وحتى بين أحرف كلماتنا، فصباحك نور وجناتٍ وحور عين ، وصباحنا أمل قادم من خلف الغيوم السوداء يشق الطريق بنور الحرية الساطع.
صباح سنصنع تفاصيله بأيدينا، بأرواحنا، بكلماتنا، بالحب الذي جمعنا ووحدنا ومزج دمائنا بتراب الوطن الساكن في حدقات أعيننا وبين نبضات قلوب تواقة لإشراقة صباح جديد برغم الألم والحزن الذي يعترينا حين نرى أن حياة البشر ودمائهم ارخص عند حاكم من مجرد تنحية عن كرسي الحكم.
 ألم يخبرهم احد أن هدم الكعبة حجراً حجرا أهون عند الله من قتل نفسٍ بريئة ، ألم يقرأوا قوله جل وعلا (من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعاً).
ويحهم أي أوزارٍ سيحملون على ظهورهم، برغم كل الألم نوقن أن الفجر قريب وأن الأحلام الكبيرة لا تتحقق إلا بتضحيات أكبر منها، فكيف إن كان هذا الحلم هو إعادة الحياة لوطن ظل في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت طيلة سنوات.
 لذلك أيها الثوار لا تنتظروا عون أميركا ولا غيرها ولا تلوثوا منظر لوحة ثورتكم الرائعة بمن أراد لهذه الشعوب أن تموت ولهؤلاء الشباب أن يتيهوا بين شهوات الحياة وملذاتها الرخيصة ولقد كان لها ما أرادته زمناً طويلاً، حتى جاءت إرادة الله التي لا مرد لها وكانت صحوة الشباب وثورتهم التي ستعيد للأمة حقها المسلوب ومجدها الضائع بإذن الله.
 فلا تهنوا ولا تحزنوا، إنما هي ساعات المخاض الأخيرة صعبة ومؤلمة وفي اللحظة التي تشعر فيها أن روحك ستزهق تكون ولادة حياة جديدة.
وفي ساحات الحرية والتغيير يولد وطناً جديداً بملامح رائعة من أحشاء شعب عريق بمشاعر وثقافات ورؤى جديدة وعيون حالمة بزمن جميل قادم.
قطرات حبر:
في قلبي يسكن وطن..
وفي عيني حلمٌ لملامح وطن..
وفي يدي قلمٌ يرسم حديقةً..
 بداخلها وطــــــن..