ها قد تقرر استئناف الدراسة للفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2010 ـ 2011م. بمحافظة أبين بجميع المدارس والثانويات ابتداءً من اليوم الاثنين وهو قرار صائب وحكيم لأنه يصب في المقام الأول والأخير في مصلحة الطلاب ولذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق أولياء الأمور قبل الهيئة التعليمة نفسها، التي لم ولن تكون أحرص على الطالب من أهله وذويه إن فرطوا فيه، ولذا لا بد من جميع آباء ومعلمين، أساتذة وتربويين ووعاظاً ومرشدين في بيوت الله إعطاء هذا الأمر الأولوية البالغة.
فالأبناء أمانة في أعناق الآباء والرسول ـ صلى الله عليه وسلم، يقول "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "وهي المسؤولية التي تحتم النظر في المصلحة العامة، ذلك أن ما لاحظناه أن هناك أخطاراً شتى محدقة بهم ونتائج سلبية تنتظرهم إن لم يتم التعامل مع هذا الأمر بجدية وحسم والدفع بالطلاب نحو مدارسهم والاطمئنان إلى جلوسهم على مقاعد دراستهم في فصولهم وبين زملائهم في أجواء آمنة يتلقون العلم ويجتهدون في العمل بأسباب النجاح بدلاً من الشتات والضياع والطريق المحفوف بالمخاطر الذي قد يؤدي لا سمح الله إلى الانحراف مع رفقة السوء في طريق اللاعودة.
ويكفي أننا جميعاً شاهدنا على أرض الواقع كيف يمضي هؤلاء الطلاب أكانوا من الأطفال أو الشباب وقتهم خارج المنزل ولفترات طويلة دونما حسيب أو رقيب من بعض الأسر التي لا تعي خطورة هذا الأمر أو تلك التي انشغلت بدوام عملها وأهملت صغارها الذين أمضوا وقتهم في اللعب في الشوارع ولا يعودون إلى المنزل إلا آخر النهار عند عودة الآباء من عملهم.
الجدير أن هناك مسألة في غاية الأهمية ويجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ألا وهي وعدم إقحام الطلاب في أي مجالات أو خلاقات أو أي أمر من شأنه أن يؤثر عليهم دراسياً ويوسع من دائرة التسيب التي نخشاها سيما وأن البعض منهم قد وجد خلاصاً من النظام والانتظام المدرسي ونجاة من الأعباء والتكاليف الدراسية التي يضيق بها ذرعاً لأنه لا رغبة له في الدراسة أو التزام وإنما أجبر عليها واليوم قد وجد الفرصة سانحة للتأثير على زملائه وإحباط معنوياتهم بكل ما آتاه الله.
ونقول للوالدين: عليكم الحزم والشدة وتنبيه كل من يجهل المترتبات على التقصير أو التفريط أو الاستهانة وإلا فلن يفيد العض على الأصابع ندماً إن حدث التمرد ورفض العودة إلى كرسي الدراسة مؤثراً الشارع ورفقته الذي وجد فيه بغيته من حرية موهومة ورجولة مزعومة، تنشق نسماتها الموبؤة بتعاطي الدخان أو القات إن لم يتعداها إلى ما هو أفظع من إدمان أو كحول كما حدث البارحة لابن إحدى الجارات.
يعني أن نقول إنها مسؤولية وعلى الجميع تحملها وعلى مجالس الآباء تفعيلها ومتابعتها أما المعملين فأقول لهم: اتقوا الله في تلاميذكم ورغبوا ولا ترهبوا ولا تفروا وحللوا مرتباتكم حتى يبارك الله لكم فيها وشجعوهم حتى تجدون ثمار تقواكم يانعة طيبة