يعجبني تعبير الأستاذ/ أنيس حسن يحيى القائل "الملاّح الذي يفقد البوصلة لا يعود قادراً على تحديد اتجاه السير" وهذا التعبير أرى أنه ينطبق كثيراً على الرئيس باعتباره الملاّح الذي يقود السفينة، فالواقع يشير إلى حدوث فوضى وزعزعة للأمن وعدم استقرار للأوضاع وهذه الأمور حدثت لأن الأخ/ الرئيس فقد البوصلة التي ترشده إلى خط السير الصحيح وبالتالي لم يعد قادراً على التحكم بالسفينة.. وعليه أن يترك قيادة السفينة لملاّح آخر يستطيع تحديد اتجاه سير السفينة وهذا الملاح سيختاره رُكاب السفينة بقناعتهم، لأنهم يحلمون بإبحار هادئ وآمن ولن يتحقق لهم ذلك إلا إذا كان الملاح صادقاً معهم ينظر بعين ثاقبة أبعد من أنفه.
وبما أنك أيها الرئيس لم تكن كذلك ولم تعترف بالحقيقة الواضحة كمقلة شمس وتصر إصراراً عجيب على الخطأ وتصمم وبعزيمة على إغراق السفينة بركابها، قرر الشعب -ركاب السفينة- بكل شرائحه وفئاته في كل محافظات اليمن قاطبة.. قرروا إعفاءك من قيادة السفينة وترك المجال لشخص آخر، لأن الكل وببساطة سئموا الكلام المنمق والمعسول، فهم لا يريدون منك شيئاً يكفيهم ما عانوه طوال العقود الثلاثة الماضية وما عادوا يكترثون بالخطب المليئة بمعزوفات العدل والمحبة والتسامح والتضحية بالغالي والنفيس.
إنهم يريدون الأمن الغذائي والحياتي ويحلمون بالسكينة والاستقرار والتنمية الحقيقية، يحلمون بأن يروا أشياءً في الواقع تتحقق.. ماذا يريدون من ملاّح يتحدث عن التضحية بالغالي والنفيس وهو يحرم شعبه من أبسط الحقوق، وماذا يريدون من ملاّح مُصادر للحريات ويبيح اعتقال الصحفيين واختطافهم؟.
ماذا يريدون من ملاح سمح بسفك دماء الأبرياء؟ ماذا يريدون من ملاح لم يستطع توفير الغاز؟ وهذا أبسط شيء؟ وإنني أستغرب من أولئك المؤيدين المصرين على بقاء الرئيس وأسألهم: ألستم من الشعب؟ هل تعيشون معنا؟ إذا كنتم كذلك فلابد أنكم تعانون من ارتفاع الأسعار وتعانون من زيادة كلفة الكهرباء!، ولابد وأنكم ما زلتم تنفقون الأموال من أجل شراء الماء؟، وأما إذا كنتم تعيشون في كوكب آخر فهذا معناه كلاماً آخر.
المشكلة الحقيقية في اليمن أن الرئيس لا يريد أن يرى الحقيقية أو يصدقها، فهو يصر على البقاء وقبول التحدي والخوض في صراع من أجل الكرسي، غير مبالٍ باتساع الأزمة وامتدادها الجغرافي.. فهذه الأزمة مغايرة لطبيعة الأزمات التي تخللت سنوات حكمه الممتد لما يقرب من "33" عاماً، هذه الأزمة لم تشمل محافظة بحد ذاتها، بل عمت جميع محافظات الجمهورية دون استثناء، أزمة توحدت فيها الكلمة ووحدت الصفوف وجعلت الجميع يهتف بصوت واحد "الشعب يريد إسقـــــــــــاط النظام".