إن الشعب المطلوب خارج نطاق التغطية، الرجاء محاولة النداء عليهم لاحقاً.. هكذا تبدو الصورة في ظل النداءات المتكررة من الثوار الأحرار في الميادين المختلفة لمن مازالوا خلف أسوار الصمت، مع أن الاعتصامات دخلت شهرها الثالث إلا أنه هناك من لازال لم يحسم أمره ويقرر مواكبة الثورة، لا يشمل هذا النداء تلك الفئة التي تم التشويش على أجهزة استقبالهم وقطع قنوات الاتصال الموثوقة عنهم، ولا تلك الفئة التي لا تعي لغة الثورة والتغيير لاعتيادها لغة التبعية والعبودية والملكية والانقياد.
هذا النداء إنما لمن مازال متوقعاً في دياره، في ماضيه الإمامي مستعلماً، وكأنما يحدث لا يعنيه، ألغى "يمني" من هويته، ألم يسأل نفسه ماذا أعد لأولاده؟ أليس ما يحدث سلباً أو إيجاباً سيسهم من قريب أو بعيد؟ ألم يتساءل لم الآلاف في الشوارع؟ أصدق حينما قيل له بأن كل هؤلاء طامعون بالسلطة! إذاً كم كرسي سنجهز؟ وكم حاكماً سيحكمنا؟ لماذا يستبسل هؤلاء في مداخل الساحات بدمائهم وأرواحهم؟ وانتمائهم لحزب أو ولائهم لشخص أو مصلحة؟ ألم يكن من الأحرى أن يبذلوا ما يبذلوه لشيء معلوم حتى ولو كان مستبداً ظالماً، فلماذا يخوضون المستحيل والمجهول.
النظام يلهو بنزواته، نزوات لن يستطيع أن يتحرر منها "الحرب، القتل، الدمار، الفتنة"، قل ما شئت وما زال البعض يعد عبثاً ما يتردد هنا وهناك من إشاعات مغرضة بحق الثوار، إشاعات لا يليق ذكرها: "مخدرات، خمور، اتهامات بالقذف و...." جعلها الله في ميزان كل من يلصقها بالثوار، والمشكلة ليست بالاتهامات والتي اعتبرناها جزءاً من حرب إعلامية يقودها النظام، سكتنا عنها وقلنا: ما فيش مشكلة ما دامت بيننا البين.. لنتفاجئ بأحدهم يذيع بها عبر قناة دولية ولها قاعدة كبيرة من المشاهدين.. ألم يفكر هذا الجاهل أنه قاد عملية تشويه ضد بلاده وأبناء بلاده ولم يشوه ثورة ولا ثواراً فقط.. فليتقوا الله.
ماذا عن رفع الأحذية وقذفها على صورة علي عبدالله صالح أثناء إلقائه لخطاباته اللامنتهية، وإن كانوا قد أخلوا بالأدب، ألم يخل هذا النظام بالقانون والدستور والأعراف والدين؟ لا أعلم كيف تقارن الأمور وبأي موازين؟ نتألم كثيراً حينما نشاهد هذه اللامبالاة من البعض، هذا التجريح بالثوار، أتوق لرؤيتهم بعد النصر إن شاء الله.. إشاعة عن خبر كاذب قد يقع وقعه على الإنسان أشد من وقع الرصاصة في جسده ولا يفقه هؤلاء لجرمهم ولضحاياهم.
أتمنى أن تعود التغطية لتشمل من بقي خلف الأسوار، يسترق وقع خطى الثورة وهي تجتاح أروقة التاريخ، من بقي خلف الأبواب الموصدة ليفتحها ليطل على التاريخ برهة ويبحث عن موقع له، لأبنائه خيراً من أن يجد نفسه بعد حين على قارعة الماضي.
يبدو أن الثوار خارج تغطية النظام، ومن تبقى من الصامتين وأولئك الذين رضوا أن يباعوا بسوق التأييد والهتاف خارج تغطية التاريخ، ولا أعلم أين سيكون موقعهم بعد سقوط النظام؟ مؤخراً مدن يمنية كصعدة والجوف وأبين وغيرها خارج تغطية النظام والثورة على السواء، لكن النظام أخرجها من مجال تغطيته، لتكون مضادة للثورة فمتى سيصبح النظام خارج التغطية؟!.