أصبح الحديث عن المشهد السياسي في اليمن يلازمه الكثير من الصعوبات، فمطالب الطرفين تعبر عن تأزم الوضع الراهن.. فالحاكم يرفض التنازل عن سلطة أصبح يجد فيها كرامته وخصوصاً ما إذا كان تنازله وفقاً لذلك السيناريو الذي كتب سطوره الشعب والثوار يرفضون التنازل عن ثورة علقوا عليها أحلامهم.
وما زاد من حدة التصعيد والتأزيم للوضع هي مجزرة الجمعة، التي ذهب ضحيتها شباب أبرياء، تلك المجزرة التي إلى الآن لا أحد تبنى بشاعتها، فالرئيس يقول بأن الأهالي المتضايقين من وجود المعتصمين هم من قاموا بها والشعب يقول بأنه من غير المعقول أن تكون المهارة العالية في القنص من قبل الأهالي.. صحيح بأن الشعب اليمني مسلح وعنده القدرة على التعامل مع مختلف الأسلحة، لكن لا أعتقد بأن قدرتهم هذه تصل إلى تلك المهارة بالقنص.
ما جعل المشهد السياسي في اليمن يحمل كل هذا التناقض هو أن الثورة لم تعد ثورة شباب بحتة، وإنما أصبحت مختلطة بثورة المعارضة، التي استغلت الموقف وركبت موجة التغيير، لتعبر هي الأخرى عن مطالبها باسم الشباب، لكن تبقى الرغبة التي تجر وراءها إرادة قوية بالتغيير هي سيدة الموقف، فنحن جميعاً سئمنا الفساد وسئمنا الفقر والبطالة وسئمنا أن نردد شعارات لأهداف ثورة لم تتحقق معالمها.
فالثورة وجدت للقضاء على الفقر والجهل والمرض وللأسف هذه المحاور الثلاثة مازال غبارها يكسو وجه اليمن، فنحن بحاجة إلى ثورة تنفض غبار الفقر والجهل والمرض لتُظهر اليمن بوجه مشرق ومتفائل بمستقبل أفضل.. يعني نحن بحاجة إلى ثورة تُحقق أهداف الثورة اليمنية المجيدة في ظل دولة مدنية يحصل فيها المواطن على كافة حقوقه دون تمييز أو محسوبية، دولة تجعل الكفاءة هي التي تحكم نظام التوظيف وتجعل الرقابة والمحاسبة هي السبيل الأمثل للقضاء على الفساد وطبعاً كل هذا لن يتحقق إلا بنظام جديد يتزعمه رجل ينتمي إلى الوطن وليس لقبيلة أو حزب أو جماعة معينة.
بقايا حبر:
الذين يدافعون عن الكرامة بدمائهم من المستحيل أن تُغتال إرادتهم..
والذين تنبض بالحرية قلوبهم من المستحيل أن تُقتل أحلامهم.
نعائم شائف عون الخليدي
سئمنا الفساد 1706