عرفنا ودرسنا في التاريخ أن ثورة الشعب ضد الإمامة كانت من أجل القضاء على الفقر والجهل والمرض، وبالفعل تمت الإطاحة بالإمام ونظامه هذا ما حدث في النصف الشمالي من الوطن والنصف الجنوبي ناضل وقامت ثورة الشعب ضد الاستعمار من أجل نيل الحرية على الرغم من انتشار المدارس والمستشفيات وكانت الظروف المعيشية ممتازة، إلا أن المواطن لم يكن حراً، بل مقيداً بكل ما تحملها هذه الكلمة من معاني، لذلك قامت الثورة وبالفعل تم جلاء الاستعمار.
وها نحن اليوم في القرن الواحد والعشرين وفي زمن التكنولوجيا والتطور نعيش ونعاني من أبسط الأمور متمثلة بالفقر والمرض ومصادرة الحرية مما قامت الثورات من أجله في القدم، هاهي اليوم ثورة الشباب في كل محافظات عادت تطالب بالقضاء عليه، فقد سألت أحد الشباب في ساحة الاعتصام بكريتر عن سبب اعتصامه كان ردة الفوري السريع مفاجئاً لي إذ قال أنا وزملائي نعتصم من أجل القضاء على الفقر والجهل والمرض، قلت والبطالة والفساد؟!..
أجاب المشكلة أن هناك شهداء ماتوا وضحوا بدمائهم الزكية للقضاء على الإمام لأنه جعل الشعب يعيش حالة دائمة من الفقر والجوع والجهل والتخلف والمرض واليوم نرى أن هذه الأشياء التي قامت من أجلها ثورة سبتمبر لم تزل ومازالت باقية في هذه المعاناة، إننا يجب أن نحافظ على الأسباب الحقيقة ثورة سبتمبر وإلا ما الفرق بين زمن الإمامة والآن؟! سألته أنت من مواليد محافظة عدن؟! قال نعم لماذا السؤال؟!
قلت أليس من المفروض أن تكون البطالة هي أحد الأسباب الرئيسية للاعتصام؟! من قال إن البطالة هي السبب الرئيسي هكذا أجابني، قلت الكل يتحدث عن ذلك؟ قال إن اليمن ومنقطة الشرق الأوسط تعد من المناطق الأكثر فقراً، علماً بأنها مناطق بترولية وفيها موارد طبيعية كثيرة لا تحصى، ونحن في اليمن نعاني من الفقر ولدينا بترول وغاز.
ولدينا ميناء بحري يحسدنا عليه كل دول العالم حتى بريطانيا ما احتلت عدن إلا من أجل السيطرة والتحكم بالميناء وبمضيق باب المندب؟! كيف يعقل إننا نعيش في فقر وجوع ونحن لدينا بترول في البداية كنت أنا وغيري من الشباب نظن بأن أخواننا في صنعاء يتمتعون بخيرات البلاد وكنا نطالب بالإنصاف في توزيع عادل لخيرات البلاد ومواردها
وعندما قامت ثورة الشباب اتضحت الحقائق وعرفنا أن الشعب بأكمله محروم من خيرات البلاد الذي لا يتمتع بها إلا قلة قليلة من أفراد السلطة وفي الحزب الحاكم والمتنفذين، لذلك قررنا أن نتوحد من أجل إزالة الظلم عنا جميعاً.
وها نحن اليوم في الساحات نطالب بإسقاط النظام بثورة سلمية ثورة لإزاحة الفقر والقضاء على الجهل وإبعاد المرض، وبالتأكيد هذه الأشياء مجتمعة لا تدل إلا على شيء واحد وهو الفساد والاستيلاء على المال العام ونهبه ومن غير المعقول أن نكون بلداً متخلفاً وفقيراً ونحن في القرن الواحد والعشرين ونظل مكتوفي الأيدي ولا نحرك ساكناً وطالما أن طوال ثلاثة عقود من الزمن لم تتطور فيها البلاد قيد أنملة علينا، أن نطالب في التغيير، التغيير الأفضل من أجل مصلحة الوطن أولاً ومصلحتنا جميعاً ثانياً هكذا أنهى حديثه وودعني.
لم أستطع أن أتكلم أو أن أضيف شيئاً إزاء ما قاله، الشيء الوحيد الذي استطعت أن أقوله هو أن أشكره على كل ما قاله وتحدث به وتمنيت أن تكون هذه هي أفكار الشباب في اليمن بأكمله.
وأخيراً لا أملك إلا أن أفخر بكل الشباب في ساحات الاعتصام وأوجه لهم التحية والتقدير والاحترام وأتمنى لهم التوفيق وتحقيق النصر بإذن الله.
كروان عبد الهادي الشرجبي
حينما تتشابه دوافع الثورات 2292