وهي تسير في عيني بخطى صامتة, كان ظلها يطل من شطآن محاجري كمسافرٍ يتأبط فاجعة الغياب..
أنا لا أرى شيئاً أمامي غير ضوء الفجر يرسم خارطة السقوط.. ولؤلؤة تدير ظهرها إلي, وهي تسبح خلفه..
تبلل خدي حين وطأته أقدام السنين, فطاف في وجهي صفار الانكسار..
إلى أين سيدتي..؟!
أجابت وهي ترمي نفسها في حضن الطين:
"الثقة مثل الدمعة إذا سقطت لن تعود"
سيدتي..
لقد أسكنتك عيني
وأسكنتيني سراديب الندم
قومي من ترابك
أطلقي الآمال في وجه الحيارى
والمجاميع الكئيبة..
لا تدعي في العمر
أطلال حزنٍ..
أو ألم..!
منيف الهلالي
خارطة السقوط 1935