خرجت يوم أمس إلى أحد الأكشاك لشراء ما احتاجه من الصحف والمجلات وقابلني أحدهم لا أعرفه وقد استوقفني ليسألني عن الحكمة من إقالة الحكومة وتسميتها حكومة تصريف الأعمال؟، بحسب مفهومي أجبته بأن الحكومة عليها إنجاز الأعمال العالقة، أجابني لماذا لا يبعدهم عن السلطة لأنهم رأس البلاء والفساد؟، قلت ليس الجميع، أجاب وزير أو اثنان هما الصالحان، أما البقية فهم رمزاً من رموز الفساد بأنواعه.
أليست هذه الحكومة هي من تصدر القرارات المجحفة بحقنا؟، أليست هذه الحكومة هي المتسببة برفع الأسعار للمواد الغذائية، ورفع تسعيرة الكهرباء والماء؟ قولي؟، أليست هي من تضع القرارات التي تهلكنا وتثقل كاهلنا؟، قلت نعم لا استطيع أن أنكر ذلك؟، قال إذن تحدثي عن ذلك، أطلبي من الرئيس أن يبعدهم عن طريقنا ويعمل على تشكيل حكومة جديدة تقوم بتصريف الأعمال العالقة، فإذا أثبتت أنها قادرة على ذلك لتكن هي الحكومة القائمة بالأعمال، قلت ليكن ذلك.
وعدت إلى المنزل وظللت أفكر ملياً فيما دار بيني وبين المواطن ووجدت أن هذا المواطن الغلبان يطلب المستحيل، لأني أرى أن هناك وزراء يجب توقيفهم ومحاسبتهم وقلت ذلك مراراً وتكراراً ولكن "كمن ينفخ في قربة مخرومة"، فالأوضاع في البلاد سيئة ولا تبشر بالخير إطلاقاً، فالحكومة أمرها سهل، فهي سترحل مع رحيل النظام، لذلك علينا أن نعمل على المطالبة برحيل النظام وإسقاطه حتى تتخلص البلاد من الفساد والمفسدين، لا أتطاول على أحدهم بذلك، ولكني أوضح حقيقة لا تخفى على أحد، فاليمن البلد الوحيد الذي يمكث فيه الوزير في السلطة إلى ما لانهاية، ومن تفوح رائحته من وزارته يتم تحويله إلى وزارة أخرى، وهناك من لا يتحول أو يتغير كوزير الصحة ولا نعلم بالسبب؟.
عموماً مجرد السكوت عليهم وعدم محاسبتهم أو حتى سؤالهم يعني الاستمرار، فالسكوت علامة الرضا.. فأنت عندما تسكت عن الخطأ معناه إعطاء الضوء الأخضر للاستمرار وطالما أن الرئيس سكت على الفساد والمفسدين، فهو يعد شريكاً لهم في الفعل.. إذن أنا لم أخطئ حين قلت عندما سيسقط النظام سترحل رموز الفساد من البلاد وكلنا أمل وتفاؤل بأن ذلك سيتم تحقيقه على أيدي الشباب من أبناء اليمن في ساحات الاعتصامات في كل محافظات الشباب، الذين رفضوا العيش في ظل الفساد والمفسدين وعاهدوا أنفسهم على المضي قدماً من أجل تحقيق الأهداف التي خرجوا من أجلها وهاهم في الساحات صامدين صمود الجبال، لتحقيق الحلم أو نيل الشهادة.
وقفــــــة:
تحية لكل قلم شريف أبى أن يكتب الزيف والخداع والنفاق وتحية لكل صحفي شريف توقف عن الكتابة في جريدة "14 أكتوبر".
كروان عبد الهادي الشرجبي
حكومة تصريف الأعمال 1967