هل سألنا أنفسنا لماذا انجرف الشباب إلى ساحات التغيير، مطالبين بصوت عالٍ بإسقاط النظام؟ هل سألنا أنفسنا لماذا بسط المواطنون أيديهم على الأراضي بحق وبغير حق؟، هل سألنا أنفسنا لماذا الشباب وصل إلى مرحلة اليأس في بلده؟، وهل سألنا أنفسنا لماذا يسهر الشباب في الشوارع حتى بزوغ ضوء الفجر؟، وهل سألنا أنفسنا لماذا أصبح بعض الشباب يأخذ حقه بيده عندما يواجه مشكلة؟، ولماذا تعشعش صور الفساد في أجهز ة القانون؟ وهل.. وهل، أسئلة كثيرة نوجهها لأنفسنا كمواطنين ومسؤولين ومثقفين، وإذا ما حاولنا، مجتهدين للحصول على الإجابة من أرباب السلطة نجد جمل غير مسؤولة:
شباب فاسد، شباب غير سوي، شباب مغرر بهم.
اكتظت الساحات بشباب التغيير، تم لم تلبث إن انطلقت رصاصات الغدر من بلطجية حاكوا غدرهم بليل، ليحصدوا بصبحهم الدامي أرواح طاهرة، وعلى الفور أشارت أصابع الاتهام إلى السلطة، دافعت السلطة عن نفسها برمي التهمة إلى سكان الحي – بوجود مندسين بينهم– المجاور لساحات التغيير.
البلطجية أو المندسون ليسوا من أطلق النار على ساحات التغيير فحسب، بل هم من يقتاتون من موائد الفساد والفلتان الإداري والمالي، هم أصحاب السيارات الفارهة، ملامحهم وثيابهم ومكاتبهم تدل عليهم ويملكون دفاتر شيكات ورصيد في البنوك من قوت الشعب هم من أوصلوا الشباب إلى مرحلة اليأس هم من أخرج الموظفين والمواطنين من مكاتبهم ومنازلهم ليطالبوا بمستحقاتهم الضائعة، لتصل الأمور إلى إسقاط النظام إذاً من هو البلطجي؟ الشباب في ساحات التغير أم اللُذين يجلسون على الكراسي الوثيرة من المسؤولين الفاسدين ممن يرتدون "الكرفتة" ويخزنون "المطول" وأولادهم يدرسون في أفضل المدارس، في الوقت الذي لا يستطيع البعض دفع رسوم ومصاريف الدراسة الحكومية..
من المسؤؤل عن ركود الحياة في بلد عرفت ببلد الإيمان والحكمة.. البلطجية يا سادة قوم وجدوا فكرة وغاصوا فيها، فكرة سحرية مصنوعة من جهل الناس بحقوقهم وخوف الناس من رموز السلطة وقدرتهم على الصبر المخيف، واليوم تقرع أجراس التغيير لتطيح بالجهل والخوف والصبر لتعلن الثورة بمنطق لا يفهمه البلاطجة.