الرجال العظماء هم أولئك الذين يتمتعون بالذكاء والفطنة ونكران الذات، ويحبون دائماً الوقوف إلى جانب المضطهدين والبسطاء من الناس، ليس من طبعهم التأفف والمكابرة والغرور ، وهم يتركون مواقعهم القيادية العليا وينزلون إلى الشارع لسماع أصوات العامة من موظف بسيط وعامل فقير وطالب جامعي ومزارع وجندي وغيرهم، ونادراًً ما نجد مثل هذه الشخصيات المتواضعة والشجاعة في نفس الوقت ، المتواضعة في ملامسة آهات وهموم ومشاكل العامة من الناس والسعي إلى حلها، الشجاعة عند المهمات الصعبة وتنفيذ الأوامر والالتزام في العمل والدقة في الأداء.
إنه اللواء/ على محسن صالح ـ قائد الفرقة الأولى مدرع وقائد المنطقة الشمالية الغربية، أحد أبطال القوات المسلحة وقادتها، رجل الميدان في مختلف المهام والأزمات والمشاكل التي مرت بها البلاد، منذ قيام الثورة اليمنية المباركة، ولا ينكر مواقف هذا الرجل الشجاعة في مختلف الميادين إلا جاحد ومكابر كشخص يفكر بخياله أن باستطاعته أن يحجب ضوء الشمس.
ورغم الكثير من المحاولات التي سعى من خلالها البعض للتقليل من دور هذا الرجل العسكري والوطني خلال السنوات الماضية وبالذات أثناء حروب صعدة، إلا أن الإحصائيات تؤكد بأنه الرجل الثاني في الدولة، وصاحب حكمة واعتدال وشجاعة غير عادية في نصرة الحق والضعفاء والكل يشهد له بذلك.
ولقد ظل هذا الرجل منذ التحاقه بالقوات المسلحة، نعم الجندي والضابط والقائد المخلص لوطنه ولقيادته وأبناء جلدته ومنتصراًً لكافة القضايا الوطنية دون كلل أو ملل أو مراوغة أو تضليل، وبسبب تلك المواقف الوطنية الشجاعة وجد له أعداء من مختلف القوى التي كانت ولا تزال تسعى لتحقيق أجندتها المتخلفة والبائدة والمستوردة والتي تصب في زعزعة أمن الوطن واستقراره، وفي مقدمتها دعاة الإمامة والحوثية والانفصال.
وبالرغم من أن تلك القيادات قد ركبت مع الشباب سفينة التغيير وصار لها وجود في ساحات الاعتصامات المختلفة، إلا أن اللواء لم يكابر أو يمانع من استجابة صوت العقل وأصوات مئات الالآف من اليمنيين المعتصمين في ساحات الحرية.. هل من نصير.. خاصة بعد تلك المجزرة البشعة والجمعة الدامية التي شهدتها ساحة التغيير وسط العاصمة صنعاء، وتصرف كعادته بصدق ووفاء ليعلن لتلك الحشود أنه مع مطالب الشعب العادلة ومع ثورة الشباب السلمية وسيعمل على حماية المعتصمين سلمياًً في مختلف محافظات الجمهورية حتى أعاد الثقة للمعتصمين بإمكانية تحقيق مطالبهم ونجاح ثورتهم.
ومع ذلك لم يعاند أو يكابر بل سعى في نفس الوقت في جانب الحوار والحلول العادلة للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد اليوم، وكان أكثر صراحة ووضوحاً أمام النظام اليمني الحالي وأمام المجتمع الدولي وأمام المعتصمين في مختلف محافظات الجمهورية حين أعلن بأنه لم يعد لديه الرغبة في أي سلطة، بل وكان على أتم الاستعداد للرحيل من منصبه مقابل انتقال سلمي وسلس للسلطة وحقن دماء اليمنيين.
وما أتمناه في نهاية هذا الموضوع أن لا يركب فخامة رئيس الجمهورية موجة المنتفعين والمزايدين داخل الحزب الحاكم، الذين استغلوا ثقته أبشع استغلال خلال السنوات الماضية وخذلوه في كثير من المواقف ويتناسى صدق وإخلاص ووفاء اللواء/ علي محسن صالح ومواقفه الوطنية الشجاعة وإخلاص هذا الرجل من محبين وقاعدة شعبية في طول اليمن وعرضها، ولتكن منه مبادرة الوفاء بالوفاء من أجل الحفاظ على تاريخه ومنجزاته الوطنية خلال فترة حكمه للوطن.
عبدالوارث ألنجري
عن إخلاص اللواء علي محسن 1712