إسهال تصريحات:
انتظر الشعب المصري خلال ثورة شباب مصر العظيمة تصريحاً واحداً للرئيس مبارك من اجل أن يقول كلمته المنتظرة للمؤيدين بالطبع ولعله يقول شيئاً فيه القليل مما يواكب الأحداث ، وما كان منه إلا أن بدأ خطابه الأول وهو حزين مكتئب يتحدث عن الغلابا والمساكين ، والخطاب الثاني يقيل الحكومة والثالث يتنحى
بالمقابل تجد النظام عندنا لديه إسهال تصريحات ، ففي كل لحظة تصريح وكلام وخبر وحكاية وهذا ما جعلنا إلى الآن نحتاج على فكرة سبعة مجلدات جديدة تحتوي خطابات القائد قبل رحيله إن شاء الله لنحتفظ بها ذكريات أيام زمان
ثورة الفيس بوك:
لم تكن مجموعة كلنا خالد سعيد والتي قام بإنشائها شابان عرفنا هوياتهما فيما بعد هي المجموعة الوحيدة على الفيس بوك _النواة الأولى للثورة المصرية_ بل كان هناك العديد من المجموعات المصرية الثورية، ولكن كانت هذه المجموعة هي الأشهر والأبرز والتي عملت ما لم يقم به قادة المعارضة والمعارضة المصرية خلال عقود من الزمن ، وكانت خطواتها جبارة إلى أن تحقق النصر
بالمقابل تخيلوا أن كل يمني سواء كان مؤيداً أو معارضاً يقوم بفتح مالا يقل عن "5" مجموعات ثورية أو حوارية وكل مجموعة لا يصل أعضاؤها إلى ألف عضو غالباً، ويدعوا كل من في قائمة أصدقائه وكأننا نعشق التشتت في كل أفكارنا ، وتريدون المقارنة؟؟!!
توظيف الأحداث:
في مصر كانت بداية الأحداث مطالبة بإقالة وزير الداخلية بعد موت الشاب/ خالد سعيد بسبب التعذيب في أحد أقسام الشرطة أدى إلى وفاته ، وعليه كانت البداية
بالمقابل / اغتصاب فتاة تحت تواطئ مندوب البحث الجنائي في أمانة العاصمة وكذا الأحداث اليومية وتعامل أقسام الشرطة في بلادنا بشكل عام يجعلنا نستطيع أن نقوم بألف مسيرة من أجل إقالة وزير الداخلية ، وعلى طريق الثورة خطوة بخطوة
حزبية ممقوتة:
كاتبة مصرية تقول : أرجوكم ارفعوا فقط شعار كلنا مصر ، واتركوا الحزبية جانباً، وهوّه مش فَرَح ابن العمدة وكل واحد جاي ينقط باسمه، فهل يعي الإخوان هنا أنه لم يكن هناك سوى صوت الشباب ، وأتحدى شخصاً يقول لي إن الإخوان في مصر تحدثوا باسم الإخوان ؟!!
بالمقابل / لا تزال منصات التغيير في بلادنا تحتمل أشخاصاً متحزبين إلى النخاع ويقولون ثورة شباب لا حزبية ولا أحزاب ، ولم نجن من أحاديث المتكلمين عن أحزاب كذا أو هذا الحزب أو ذاك إلا كل المردود السلبي ويستحسن أن يسكتوا ويتركوا المنصات للشباب ولا أحد سواهم ليتحدثوا وليس لأصحاب الإخوان والأخوات والقياديين ، ومن كان في الحزب الحاكم وجب عليه الاستقالة من أجل الدخول في حلف الثورة أو حلف المعارضة الجديدة ، وصراحة يا جماعة هذا مشو عرس ابن الجيران وكل واحد جاي يطرح باسمه (ومعذرة على التقليد)
تعليمات تخدم الثورة:
في مصر كان حديث الشباب واتفاقاتهم ونقاشاتهم عقلانية ، وكلها تتمحور حول الأهداف وتتعلق بطبع المنشورات وتوزيعها بين الشباب ، ويصل الحال إلى إرسال رسائل جوال عشوائية من أجل دعوة الشباب للانضمام إلى الاعتصامات.
بالمقابل / نحن نختلف مع بعضنا البعض حتى وإن كنا في خيمة واحدة من مخيمات التغيير في أي ساحة وتجد البعض يبحث عن القيادة حتى في اللجنة الأمنية بل ويحاول الظهور أمام عدسات الكاميرات عشان نقول انه إنسان مناضل ، وهم متحزبون حقودون متشدودون يجعلوننا نفكر أن نبدأ من الصفر لكي نعمل على تطهير ساحة التغيير من هؤلاء الذين يعرقلون اتجاه ثورة الشباب، ونتحمل نحن نتائج تصريحاتهم الحمقاء وفوق هذا يكذبون ويكذّبون الغير وكأنك لم تسمع شيئاً أو كأنها دعايات من قبل النظام ، وللأسف هل سنهرب من كذب النظام إلى كذب قادة المعارضة ونصبح على نوم وجرعات قادمة ونظام استبداد ونحن ما صدّقنا أن هناك بداية وعي عند المواطنين من أجل التغيير في بلادنا
ثم ماذا يا سادة:
في مصر صحيح أنه لم يطلب من أحد الاستقالة حتى من أعضاء الحزب الوطني ولم يطلب منهم أحد أن يعلن استقالته من الحزب كي تنجح الثورة ، ولم يكن ما يتوجب على قادة المعارضة إعلان استقالتهم من أجل تأكيد أنهم وطنيون والسبب أن هناك جيلاً واعياً يعرف ما يعمل ويتحمل عواقب أفعاله إن لم يكتب لها النجاح
بالمقابل هنا التصرفات فردية والتصريحات فردية والعمل عشوائي غالباً وأنا أتحدث عن ساحة التغيير بصنعاء ، والسبب أن ما يحدث هنا هو عكس ما كان في مصراً ولا أريد أن يقول أحد أننا لا نريد أن نقلدهم ، لما لا نقلدهم في الخطوات الصحيحة، لما لا نتعامل بوعي أكثر وبسماحة أكثر وبمحاولة احتواء الطرف الآخر أكثر، دهاء نظام وغباء معارضة، في مصر كلما حاول النظام هناك زيادة أعداد البلاطجة كانت أعداد المعتصمين والمطالبين بالتغيير تزداد يوماً عن يوم والتعليمات بالتصرف بحكمة تزداد وكل الأطراف مطلوبة، كل فرد في الشعب مطلوب ، مطلوب حضوره كمواطن مصري.
بالمقابل هنا / من جاء حيّا به واللي مايجيش عادي يروح السبعين ، بل وتصل الحقارة إلى أن يسألني أحدهم أين كنت يوم الجمعة في السبعين أو أين ، وإنا لا أجيب الحمقى ، إنما أقول (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً) ، وكأنه لا يعرف أنني من يتلقى التهديدات ليل نهار كي أكتب وأطرح كل ما يحتاج منا في الوقت الراهن من أجل نجاح ثورة الشباب وليس مصالح بعض القيادات التي تتعامل مع البعض بكبرياء وتظل تبحث عن مندوب قناة الثورة أيام من أجل أن تعطيه عملاً عن الثورة الشبابية قام به بعض الشباب.
ويأتي أحمق آخر ويقول ليش ما يجي بنفسه ، عجبي على هؤلاء، يريدون ثورة وهم يحتاجون إلى درس في كيفية التعامل مع البني آدميين وليس مع أبناء الوطن الواحد..
عجبي على دهاء النظام في محاولة الاستفادة من كل هفوة يقوم بها هؤلاء وعلى حساب كرامة الشباب المعتصم والمناظل والمرابط في ساحات التغيير وهو يقول سلمية سلمية وغيره يقول كلاماً لا يقبل عقل عاقل وإنما أخذته العزة بالكبر حين تكلم أمام الحشود وهو البطل المنتظر للثورة ، وعليه فدهاء النظام لم يتوقف هنا فحسب بل امتد إلى إقالة الحكومة وتكليفها بتسيير الأمور من أجل ضمان عدم استقالة أي وزير أو عضو فيها ، فيأتي أحد قادة المعارضة ويقول إنه انتصار للثورة ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا نفعل بالله عليكم هل نستورد بعض الشباب المصريين من أجل أن نتعلم قليلاً من كيفية التعامل مع متطلبات الوضع الراهن ،
مرسى القلم :
كل يوم أنا في ساحة التغيير بأمانة العاصمة ، كل يوم وبدون استثناء ومن يريدني سأعتذر عن مقابلته حتى أجد بعض التصرفات التي تليق بقادة المعارضة في بلادنا ولن أطلب من أحد بعد اليوم أي شيء ، حتى ولو كان قليلاً من الاحترام للطرف الآخر أو احترام الذات ، وكل واحد يعمل اللي في باله ، وأنا سأكتب كل ما يحز في نفسي ولعلني أجد من يقرأ ويعي ما نقول ، وشكراً.
عزاء ومواساة : بعظيم الأسى والحزن ، تلقينا نبأ وفاة الوالد/ علي أحمد ثابت الحبيشي ، والد المنشد القدير/ ياسر الحبيشي ـ عضو مجموعة الصفاء الفنية ـ عدن ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وعسى الله أن يعصم قلوب أهله وذويه ويلهمهم الصبر والسلوان .
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
بين ثورة مصر وشباب اليمن!! 2508