الصحافة هي السلطة الرابعة وهذا هو عنوانها حينما نضعها في موضعها المنصوب لها...ولكن حينما ننظر إلى واقع صحافتنا اليوم نجدها تغرّبت بعيداً عن صورتها الحقيقية وارتدت قناع الزيف في (أكثر) صورها، فبعدما كانت مغموسة بالمصداقية والعقلانية والموضوعية أصبحت صورة للإثارة والتهويل والمبالغة، وبدلاً من أن تعالج مشاكل المجتمع اليمني وتسلط الضوء على البلد بأبهى حُلة مع الاستمرار في إبراز المشاكل العائقة أصبحت مجرد نزيف حبر إما لإثارة الزوابع بأوساط المجتمع أو لتصفية حسابات شخصية وهنا تكمن الإثارة...
من جهة أخرى جلية أصبحت بعض الصحف تحمل أوراقاً إعلانية أكثر من كونها أوراق ثرية بالخبر والفائدة وباختصار أصبحت تجارية، وهذا ما يبعث الملل حين الاختيار ويجعلنا نبحث عن البديل الذي يكون غالباً الكترونياً ويتجه البعض للصحف الإلكترونية...
كذلك أصبح الجميع ينظر إلى الصحفي بعيداً عن صورته الحقيقية، فالمهم أنه يجيد الكتابة ووجد فرصة لتقديم قلمه للناس، بغض النظر عن ثقافته وتعليمه هذا من منحى إما من منحى آخر فالصحفي الناجح أصبح هو ذاك الذي يحد شفرة قلمه على كل من يقف بوجهه والجميع يبحث بين سطوره عن وجه الهدف لا عن الفائدة وأصبح السؤال يقول: أين يكتب الصحفي؟ وليس ماذا يكتب؟
وللأسف مع كثرة الصحف المحلية وازدحام الصحفيين والكتّاب بصفحاتها أصبحنا نجهل ملامح الإعلام الهادف تحديداً هنا المقروء...وأصبحنا نجد الصحف وسيلة ترويج لا أكثر وأصبح لكي يصل الصحفي للقمة عليه أن يكون (رأس ) أكثر من كونه مثقف ....
الذي لا شك فيه بعد سطوري هذه أن بعض القراء سيبحثون في ملفي الشخصي عن شيء قد يربطني بالمهنة حتى كتبت هذه السطور ولكني سأكُمل..
بإعتباري قلماً جديداً قد تشوبه أحياناً النواقص كتبتُ من وجهة نظري وكما أني كغيري أني أبحث عن دورات تأهيليه للكتّاب نضمن بها ممارسة الكتابة بشرف ونزاهة ومهنيه وحتى لا تتكرر الأخطاء التي لا تزيد الصورة إلا لوناً قاتماً فتنعكس سلبياً على مستقبل نظنه سيُشرق بأقلامنا الهادفة ولكنه لن يكون كذلك إذا استمرت الأقلام الأخرى تنزف الوجه الآخر للزيف ...
ولا ننكر وجود أقلام نظيفة لها منا كل الشكر، فالمسؤولية أمام محط أعينهم وتُترجم أقلامهم حبهم للوطن والاهتمام بمشاكله، بعيداً عن التلويث المُحبط، لذا نأمل أن تكون الأقلام الصحفية كلها تحت مظلة الوطن ولا تشوبها المصالح الشخصية ولنخطو جميعاً بأقلامنا نحو إعلام هادف ونضع تحت كلمة هادفة مائة خط أحمر فمهما كثرت الأقلام ودون جدوى لنزيفها إلا وكلما زادت الأعباء على كواهل الصحافة والإعلام بشكل عام ...