لقد وجد الناس في الحرية السياسية وسيلة للأخذ والرد والمشاركة بالحديث في السياسة والساسة، بعيداً عن أيام العطش والجوع.. فخذوا حذركم، لأن الشعب اليمني لم يخرج بعد ولم يشعل بوادر ثورته الحقيقية والأكيدة، الشعب اليمني لا يهمه الحلول السياسة ولا الدستور ولا القائمة النسبية ولا طلوع فلان أو نزول علان.
شعبنا يعاني من حالات اقتصادية ومعيشية متردية "غلاء، أزمة سكن، ذل وقهر الإيجارات، وارتفاع أسعار ، بطالة، سوء خدمات صحية وتعليمية ...إلخ".
أصبح الشعب اليمني بسبب خلافاتكم ومناحراتكم ومناكفاتكم، وبالأحرى مراهقتكم السياسية وبسبب فسادكم جميعاً.. مفتقداً للأمن وتولدت لديه مشكلتا الجوع والخوف.
فما هو مصير وقرار شعب لا ينام ولا يشبع نزل اليوم ليتخذ قرارات سياسية؟! وكيف للفقراء والجياع أن يرضوا لبقاء مصالحكم التجارية على أرض اليمن؟! وكيف لأمة كلكم تتاجرون هنا وهناك بآلامها وآمالها أن تهدأ!.. كيف سيهدأ المحتجون ويجعلونكم تتربعون على الكراسي ويرضون بمبادرات سياسية بينكم وبين أحزاب المعارضة "المغالطة؟".
بعيداً عن رئيس الجمهورية وشخصه
"الشعب يريد بتاً في المظالم، تخفيض أسعار.. توفير أمن وأمان.. دعم سلع أساسية.. منع المخالفات.. إقالة السرق.. منع الوساطات.. منع الرشوات.. تقدير وتقديم الكفاءات"..
الشعب يطلب بأن ترحلوا جميعاً أنتم وأحزابكم المتسلقة على أكتاف الفقراء ومعاناتهم..
الشعب يأمل أن يجد مكاناً مفتوحاً ليقيم فيه فعالياته بعيداً كل البعد عن الأحزاب والحزبية، ليعلم الجميع ماذا يعني الشعب اليمني وماذا يريد وما هي مطالبه.
الشعب يرغب أن يمارس حقوقه الدستورية دون ولايات ولا ضغوطات، ودون توجهات فكرية أو إغراءات مادية وأيضاً دون توجه إرهابي أو حوثي..
شعبنا ما زال قابعاً في البيوت، فما أظهره الإعلام من موالين أو معارضين ليسوا كل الشعب.
لم ينزل البقية وينتظرون الفرصة..
وإذا ما خرج هؤلاء ستتغير الموازين، ستعلم الأحزاب اليمنية وزنها وثقلها الحقيقي، ساعتها سيرى الأغنياء الذين لهم كل الإسهام في تمويل خراب وزعزعة أمن البلد ليحققوا رغباتهم وأحلامهم بالوصول لكراسي السلطة.. سيرون من سيحمي مصالحهم وممتلكاتهم؟!..
السلاح قد يوصلكم للسلطة، لكن لن يحميكم.. شعبنا ما زال صابراً يرقب الوضع ولم يعلنها ثورة بعد، فما يحدث بعيداً عن مشكلاته الأساسية وهي مشاكل اقتصادية.. ستكون ثورة لا تبقي ولا تذر.. ساعتها سيعلم الجميع ما معنى ثورة في اليمن..
نظمية عبدالسلام عبدالله عثمان
ثورة الفُقراء على الأغنياء!! 2977