أوشك الشهر الثاني ـ لانطلاق الثورة الشعبية المطالبة برحيل النظام الحاكم عن السلطة ـ على الاكتمال والنظام لا يزال متشبثاً بالسلطة، ولا يريد الرحيل عنها وإفساح المجال لغيره من الكفاءات الشابة والمؤهلة للإمساك بزمام السلطة وإخراج اليمن من مستنقع الجهل والتخلف والفقر والبطالة، فإلى متى يريد هذا النظام أن يظل حاكماً لهذا الشعب الذي لا يريده؟!.
بل وصل به انعدام الشعور بالمسؤولية إلى مطالبة من يطالبونه بالرحيل عن السلطة ـ بالرحيل عن الوطن!!.
فهل هذا كلام يستوعبه العقل ويقبله المنطق؟؟ رئيس الجمهورية يطالب من يطالبونه بالرحيل في ساحات التغيير والحرية بالرحيل عن الوطن في سبيل أن يظل هو في السلطة ومجوعة من الأقارب والمقربين إلى جواره في المناصب التي يتقلدونها.
فهل يسخر الأفراد لخدمة الأوطان والشعوب، أم العكس؟! على ما يبدو أن العكس هو الصحيح من وجهة نظر رئيس الجمهورية وأقطاب النظام الحاكم.
أي أن النظام الحاكم هنا لا يعنيه حتى رحيل الشعب اليمني برمته في سبيل أن يظل هو الحاكم.
ولو كلفه الأمر استقدام شعب آخر بديلاً عن الشعب اليمني ليحكمه ويظل مسيراً له.. المهم أن يظل هو الحاكم ومن سواه هم المحكومون.
أم أن النظام الحاكم في اليمن يطمح إلى تغيير الشعب اليمني برمته؟!.. والعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم!! لا يستبعد أن يكون هذا هو منطق النظام الحاكم في اليمن مادام يطالب ملايين المعتصمين في ساحات التغيير والحرية في جميع المحافظات اليمنية بالرحيل عن الوطن في سبيل أن يظل هو في السلطة.
والأفدح من هذا أن هذه الملايين تطالبه بالرحيل عن السلطة ولم تقل عن الوطن.. بينما هو يطالب الجميع بالرحيل عن الوطن برمته.. فيا ترى أي شعب سيحكمه بعد ذلك هذا النظام العجيب؟!.