لم أعد أعرف الموقف الحقيقي للرئيس اليمني علي عبدالله صالح من الثورة ومطالبها. فقد تعددت مواقف الرئيس اليمني وتصريحاته مع طول مدة تظاهرات الثوار وتعدد خطابات الرئيس وتصريحاته .. حتي نسي، ونسينا معه خطاباته وأقواله وتصريحاته السابقة واللاحقة.
وإذا كان كل من الرئيس التونسي، وبعده المصري لم تتعدَّ خطاباتهم ثلاثة .. اعترفوا في آخرها بفهم شعوبهم وانصاعوا لمطالبهم بالرحيل، فإن تعدد خطابات الرئيس اليمني أوقعنا في حالة «حيص .. بيص» أنستنا موقفه الحقيقي.
· فهو تارة يقول بأنه باقٍ لإكمال الاستحقاق الدستوري في الرئاسة حتى عام 2013.
· وتارة أخرى يقول بأنه عازف عن السلطة وغير راغب في البقاء .. وأنه مُستعد للتخلي عن السلطة مع نهاية هذا العام.
· وأخيراً نراه يقول أمام عشرات الآلاف من مؤيديه بأنه لا يريد السلطة .. وبأنه ليس في حاجة إلى السلطة .. لكنه يريد تسليمها ليد «آمنة».
وهناك شبه اتفاق بين المراقبين السياسيين بأن النظام اليمني يعيش ساعاته الأخيرة وأن الرئيس صالح على وشك الرحيل أو التنحي بين ساعة وأخرى، خاصة بعد يوم «الهروب الكبير» من مركبة النظام الغارقة، بعد انشقاق بعض القبائل اليمنية عنه، وتخلي كثير من المسئولين وبعض كبار العسكريين عن دعم النظام ، علاوة على استقالة العديد من سفراء اليمن في الخارج.
ونقول أخيراً إن أمن اليمن هو من أمن المملكة واستقرارها هو استقرار للمنطقة .. لكن يبقى الشأن اليمني أولا ً وأخيراً شأنا داخليا يخص الشعب اليمني وحده .. فهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في بقاء أو رحيل رئيسه.
المدينة السعودية
د.عبدالعزيز حسين الصويغ
في يد «آمنة»! 1767