_يسير العالم على طريق المواجهة بين سكان الأرض وكوكب الأرض...
هذا مايعتقده البعض عندما تقع بين يديه أرقام الزيادات المتسارعة في أعداد البشر على الكرة الأرضية خلال القرون الأخيرة،فهل هذا الاعتقاد في محله،خصوصاً وأن الأرقام توضح أن نحو "10500" إنسان يولدون كل "60" دقيقة في مختلف دول العالم..كما أن الباحثين الديمغرافيين يتساءلون:هل تستطيع الكرة الأرضية أن تحمل عدداً محدوداً من البشر فوق ظهرها؟فالازدياد الكبير في عدد البشر يدمر الطبيعة ويستنزف الموارد ويستهلك للبنى التحتية.
التحقيق الرئيسي في هذا المقال،حول عدد سكان الأرض والذي سيصل إلى "7" مليارات إنسان في بداية العام الحالي 2011والى "9" مليارات في عام 2045م، يدعو إلى طرح هذا التساؤل.. فالجميع يدرك أن موارد الأرض محدودة من ماء وهواء وغذاء وطاقة..بل إن هذه الموارد تتناقص مع مرور الزمن بسبب سوء استغلال الإنسان وتلاعبه بها...وبالتالي فإن تزايد عدد البشر يعني استمرار تدمير الأرض..
وهذا التحقيق_هو بداية لسلسلة تحقيقات ستقام في عام 2011م يستعرض تطور عدد السكان على مر التاريخ،ويكشف أن عددهم يتزايد بشكل كبير جراء تطور الطب واكتشاف أنواع جديدة من الأدوية واللقاحات من عمر البشر...
المنطقة العربية شهدت أيضاً تطوراً متزايداً في عدد السكان خلال العقود الماضية،إذ قدر مجموع سكان الدول العربية في منتصف القرن العشرين بحوالي "76" مليون نسمة، وزاد عدد السكان بمعدل سنوي قدره 2.5%، ليصل إلى مايزيد عن 144 مليون نسمة عام 1975م،وقد ارتفع معدل هذه الزيادة إلى 2.7% ،بين عامي 1975و 2000م، حيث قدر عدد سكان الدول العربية في هذا العام بحوالي "284" مليون نسمة،فيما تشير التوقعات إلى أن عددهم اليوم يصل إلى "350" مليون نسمة تقريبا.
هذا التزايد في النمو السكاني خلال النصف الثاني من القرن الماضي، يعتبر مرتفعاً جداً إذا ماقورن بمعدلات النمو في الدول الأخرى، لكن مع انخفاض معدلات الولادة،يتوقع أن تشهد أغلب الدول العربية تراجعاً في النمو السكاني بعد الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
السؤال الذي لا يمكن تجاهله هو: هل تكمن المشكلة في زيادة سكان الأرض أم أنها في الفقر والجوع اللذين يعاني منهما أكثر من مليار إنسان بسبب جشع الجزء الأخر من العالم واستنزافه لثروات الأرض والذي جعل جزءا من العالم يعوم فوق بحر من الثراء فيما الآخر غارق في قاع الفقر والجوع.
أخيراً...هناك مسؤولية يتحملها كل إنسان يعيش على الكرة الأرضية،لحماية الكوكب الذي يعيش عليه.حتى وإن فشلت قمة المناخ الأخيرة التي عقدت في كانون خلال ديسمبر الماضي،في الاتفاق على آليات لحماية الأرض،يتوجب على كل إنسان أن يصر على القيام بدوره،من أجل حماية كوكبنا الحبيب.
كلمة أخيرة...حبيت أن أكتب هذا المقال لكي تعم الفائدة للقراء الكرام ولأجل معرفة الكثير من أسرار كوكب الأرض.
motazikbal7@gmail.com