;
عبد العزيز المقالح
عبد العزيز المقالح

غزة ورام الله تلتقيان 1763

2011-03-27 04:09:43


 من الأخبار السارة جداً التي انتظرها الإنسان العربي طويلاً وتمنّى سماعها خلال السنوات الأخيرة، ما تردد أخيراً عن عودة الصفاء والوئام إلى غزة ورام الله، وتجاوز الخلافات الحادة بين فتح وحماس والبدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على رأب الصدع وإزالة الآثار المترتبة على الخلافات السابقة . وإذا ما تحقق الأمل وتصالح الفريقان الرئيسان وبقية الفصائل الفلسطينية فإن عهداً جديداً يكون قد بدأ . وسيكون جانب من الفضل في هذا التحوّل عائداً إلى ثورة الشباب في مصر العربية التي اقتلعت النظام الذي كان يحول بين وحدة الفصائل الفلسطينية ويغري بعضها ببعض، خدمة للعدو الصهيوني وإطالة زمن العذاب لأبناء المأساة التي طالت أكثر من أي مأساة على وجه الأرض .
ولنا أن نتذكر أن الخلاف بين غزة ورام الله كان قد بلغ في العام الفائت ذروته وصار من المستحيل إعادة اللحمة بين أبناء القضية وضحايا المأساة، لكن الله يفعل ما يشاء، وبعدها قطعاً تدخل إرادة الناس الواعية بالمصالح الكبرى للأمة في تصحيح المسار، كما أن المتغيرات المتلاحقة في الشارع العربي تفرض على كل من غزة ورام الله أن تتلاحما حقيقياً وتعودا إلى ما كانتا عليه قبل الانشقاق الكبير، وإلى أن تعي فتح وحماس ومعهما بقية الفصائل أن أموراً كثيرة قد تغيرت وأموراً أخرى في طريقها إلى التغيير، وأن وحدتهما باتت مسألة حياة أو موت بالنسبة للشعب العربي الفلسطيني وقضيته .
وإذا ما أطلنا التبصّر في الواقع العربي الراهن وما أحاط به من تمزق وشتات، فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان الدور الذي يلعبه التمزق الفلسطيني في هذا الشأن، فهو لا يترك أثره في الداخل الفلسطيني فحسب، وإنما يعكس نفسه على الأوضاع العربية والإسلامية، ويعطي أكبر المبررات لمن يحاربون القضية وينادون إلى الابتعاد عنها ورفع شعارهم المسموم “لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”، وهي البداية العملية لتراجع وانكسار قضية حركة التحرير الفلسطينية بعدما تحوّل التناقض والصراع الصهيوني، من نزاع عربي فلسطيني صهيوني إلى نزاع فلسطيني صهيوني ثم إلى قضية مخيمات، ومفاوضات، وتسويات لكي تنتهي إلى شعار إيقاف بناء المستوطنات، وما ترتب على مجمل هذه التطورات من تخاذل في المواقف وشعور بالإحباط، ومن إعطاء الأنظمة العربية المبررات لنفض يديها من الموضوع الفلسطيني والتعامل معه بقدر من الخفّة الروتينية وعدم الجدية في اتخاذ أبسط المواقف تجاه العدو الصهيوني ورعاة أمرة .
لقد ضاق المواطنون الفلسطينيون ذرعاً بالخلافات، كما ضاق بها أشقاؤهم، وأبدى كثير من الشعوب المتعاطفة معهم حيرتها، ولم يجد كثير من العقلاء في العالم سبباً واحداً وجيهاً يبرر هذه الخلافات وتصاعدها المستمر، كما أن الاستقواء بالأطراف الخارجية مهما كان حظ هذه الأطراف من الإخلاص وصدق المواقف لن يكون مجدياً على المستويين القريب والبعيد، وذلك في زمن التغيرات والعواصف، ولا حل ثابتاً وإيجابياً سوى هذا الذي بدأنا نراه ونسمع عنه من التصالح الذي ينبغي أن يتم في أقرب وأسرع وقت، وأن يشمل مختلف الفصائل، على قاعدة الجمع الخلاق بين المقاومة والمفاوضات ويمكن القول إننا تحت الضغوط الشعبية الداخلية والضغوط التي تحدثها المتغيرات الثورية الديمقراطية العربية نستطيع أن نرى حالة جديدة من التوحد الوطني الفلسطيني، ونشهد صورة جديدة لشعب المقاومة بعيداً عن أوهام السلطة الخادعة وما ترتب عليها وعنها من تعنت ومنافسات .
نقلاً عن الخليج الإماراتية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد