;
عبد الفتاح البتول
عبد الفتاح البتول

الثورة بالتي هي أحسن 2135

2011-03-26 16:31:30


ونحن نعيش هذه الأيام أوضاعاً عصيبة ومرحلة دقيقة وأزمة أكثر من خطيرة، وفتنة عظيمة ونزاعات عميقة، فإن الواجب على الجميع والمطلوب من كل فرد أي كان موقفه أو موقعه أو رأيه أو اتجاهه، عليه الالتزام بالثوابت الشرعية والتقيد بالضوابط الوطنية والتمسك بالمبادئ الأخلاقية، وان يعرف كل واحد منا ان لكل فتنة فقهاً للخروج منها، ولكل أزمة إدارة للتعامل معها، ولكل صراع ونزاع وشقاق مرجعية لحلها ومعالجتها، وحتى في الحروب واثناء القتال فإن هناك ضوابط وآداباً ومعايير ينبغي الالتزام بها وعدم تجاوزها والتعدي عليها..
وفي الحالة الراهنة والأوضاع القائمة والأزمة الخانقة، التي تشهدها اليمن ويعاني منها عموم الوطن، فإن على جميع الأطراف وكل من يمتلك القدرة على الفعل والتأثير بالقليل أو الكثير، عليه ان يتوجه نحو الحلول والمعالجات وطرح الآراء والنصائح والمقترحات، والبحث عن مفاتيح لحل الأزمة ومخارج من الفتنة، وان نكون جميعاً مفاتيح للخير مغاليق للشر، ونسعى لإيجاد معالجات لا مواجهات ونعمل على التسديد والمقاربة والصلح والمصالحة، والصلح خير كله إلا صلح أحل حراماً أو حرّم حلالاً، وحتى نضع النقاط على الحروف ونكون أكثر قرباً من الحق والصواب، نقول والله المستعان وعليه التكلان.
إن المطالبة برحيل الرئيس عن السلطة ومغادرة منصب الرئاسة، أصبح نطاقها واسعاً والاستجابة لها واجب، وعليه ان يبادر لإعلان التنحي والتنازل، وليس في ذلك عيب ولا نقص ولا انتقاص، إنما هو عمل صالح وفعل حسن يدعو للفخر والعلو والسمو، وما أجمل ان تتذكر الأجيال القادمة ان علي عبدالله صالح حقن دماء اليمنيين بخطاب هام، وأنهى الأزمة بكلمات حسان، وأغلق أبواب الفتنة بمبادرة جرئية وخطوة شجاعة في مرحلة فاصلة ولحظة مناسبة.
ومن باب العدل والإنصاف وقول الحق والصواب، فإن علي عبدالله صالح يترك السلطة بصورة طوعية وسلمية ومازال هناك الكثير من الناس الذين يحبونه ويقدرون ما قام به وما قدمه، ويرون أنه يغادر منصب الرئاسة قبل موعد المغادرة بسنتين وهذا تنازلٌ منه وشرف له، وهؤلاء المواطنون اليمنيون الذين مازلوا موالين للرئيس وواقفين معه وداعمين له يطالبون الطرف الآخر، من الكارهين له والمطالبين بسرعة رحيله والساخطين من وجوده، يطالبونهم ان تكون دعوتهم لإسقاط النظام بنظام وان تكون مطالبتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وان يلتزموا الحدود في الخصومة، ويبتعدوا عن اللجج والإساءة والخشونة، وان يتركوا الفحش في القول والعنف في الخطاب والفجور في الخصومة، وان لا تخرجهم نشوة الفرح وكثرة العدد وسعة المدد عن الاتزان إلى تصريحات طائشة وافعال خاطئة تكون لها مردودات عكسية ونتائج كارثية..
وقد وجهنا القرآن الكريم إلى ضبط انفعالاتنا ووزن كلماتنا وتقدير مواقفنا، وخاصة عند الفرح والانتصار وكثرة العدد فقال تعالى:"ان الله لا يحب الفرحين"، والفرح المذموم هنا هو الذي يتزامن مع الفخر والغرور والكبر، والتطاول على الآخرين والتقليل من شأنهم مادياً ومعنوياً، وما حدث في غزوة حنين خير دليل على ذلك كما جاء في قوله تعالى:"ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين"، فإذا كان الحاكم قد أصابه الغرور بسبب السلطة والثروة والجاه والنفوذ، فإن المعارضين له والمناوئين لحكمه والمطالبين بإسقاطه، قد يصيبهم الغرور بسبب كثرة العدد وتوسع المدد وقوة الطرح وفصاحة الخطاب ودعم وتشجيع وسائل الإعلام، والغرور والاغترار والكبر والتكبر من الأمراض الخطيرة والأوبئة المعدية والعيوب القاتلة والعوامل المدمرة، للفرد والجماعة والدولة والأمة والحاكم والمحكوم والسلطة والمعارضة والمؤمنين والكافرين على حدٍ سواء.
صحيح ان الرئيس يتحمل النسبة الأكبر من الأزمة وبيده معظم خيوط اللعبة، ولكن الصحيح أننا جميعاً نتحمل نسبة من المسؤولية وأننا شاركنا بشكل أو بآخر حتى وصلت الأوضاع إلى هذه الدرجة ووصلنا إلى هذه المرحلة، ومن أجل الخروج من عنق الزجاجة وتحويل المحنة إلى منحة والانتقال نحو الأفضل، فإن علينا التأكيد على ان تكون الثورة بالتي هي أحسن وللتي هي أفضل، وان يكون الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر.. ان تكون الثورة السلمية سلمية، وان نحافظ على السفينة فلا نخرقها ولا نسمح لأحدٍ بخرقها، وان نغير ما في أنفسنا حتى يغير الله أحوالنا، "فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد