الحكم شعب وليس مجرد كرسي وحاكم، لقد شهدت بلادنا عدداً من الحروب، حضيت "عدن" بحربين ضروسين حرب عام 1986م وعام 1994م، لأجل كرسي الحكم , سفكت من أجله دماء وأزهقت أرواح لا يهم ماذا يريد الشعب ؟ وما هي مطالب الشعب ؟ بل أين الشعب ؟ شعوب أعيتهم الحيلة وحكام علت هاماتهم حتى صاروا أقرب إلى الإله, وعنواناً للوطن هم السادة وأصحاب المعالي . ومن يحفظهم الله في المراسلات والخطب الرسمية حتى كبرت نفوسهم وتوطنت فيهم الأنانية .
القتل والتزوير ودوس القانون بالنسبة لكثير منهم مباح، فجئه خرج ما أراد الشعب من قمقم تغيير , يتقدمه شباب، أوصدت دونهم سبل الحياة وخرجوا بأصوات عالية وصدور عارية غير عابئين بالموت.
تذكرت حينئذ ما قاله أحدهم ( القطة لو حبستها تخربش على نفسها ) " خربش " الشباب في الفيسبوك فاستجاب الله لهم وصارت المساجد "تهدر" بالسقوط جهاراً نهاراً . وصرنا نعنوّن أيام الجمع.. خربشاتهم صارت طوفاناً هادراً إذ سمع الزئير وجاءت أصداءه هامات من الشباب الشجعان ورجال كانوا من الصعب الوصول إليهم، أتوا داعمين إلى الساحات متواضعين لإرادة التغيير .
دفقات من دماء ركضت في شرايين الجسد بعد أن كادت تفني الحياة في الوطن , حين تجمدت الحياة، تعطلت طاقات الشباب وصار توظيف الشباب حلماً إلا من كان له قريب في السلطة أو قادراً على شراء الوظيفة . وقائمة الفساد تطول.. وتطول أرادوا أن يتسول الشباب حقه في الحياة لكن هيهات.. طوفان التغيير طاب عن مجراه وراح يهدّ حصون الطغيان، هو القضاء ومشيئة الله النافذة.. وإذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر .
أمل عياش
التغيير مشيئة الله 1628