في البداية أتقدم بأصدق التعازي القلبية لأسر الشهداء.. شهداء الثورة السلمية في صنعاء وتعز وعدن وكافة محافظات الجمهورية وأقول لأمهات الشهداء إن عزاءكن الوحيد هي الحرية الخالدة لكن في صفحات التاريخ.
في ا لحقيقة استغربت كثيراً من تسمية الشهداء في الفضائيات اليمنية شهداء الديمقراطية أي ديمقراطية؟ ألا يعلم هؤلاء أن الديمقراطية قد ماتت في بلادنا أليسوا هم من فرضوا لغة العنف والقمع لتظاهرات السلمية؟! ليعلم الجميع من بقى في السلطة والحزب الحاكم أن الشهداء الذين سفكت دمائهم وروت الأرض هم شهداء الحرية.
هذا فيما يتعلق بالشهداء، أما فيما يتعلق بقانون الطوارئ فقد تملكتني رغبة شديدة لمعرفة هذا القانون وماذا يحوي في طياته في مواد وقد تفاجأت أن القانون الذي اعتمد عليه رئيس الجمهورية قرار إعلان حالة الطوارئ ما هو إلا مشروع قانون لم تتم المصادقة عليه بعد من قبل مجلس النواب ليكسب الصفة الشرعية لتطبيقه، فهو ما يزال مشروع قانون، لذا لا يجوز إطلاقاً العمل بأي مادة من مواده بحق الشعب، فأي تصرفات تتخذ غير شرعية، إذا كان الرئيس الآن بقائه في السلطة بعد غير قانوني لأن الشعب الذي أعطى للرئيس صلاحية توليه السلطة قد خرج إلى الشارع وطالبه بالرحيل!!
وبالتالي لم يعد يملك سلطة أو صلاحيات لإصدار الأوامر على الشعب ، لقد فقد مشروعيته القانونية والدستورية.
هل تساءلتم يوماً عن سبب قيام ثورتي أكتوبر وسبتمبر؟! ألم يكن الفقر والجهل والمرض هم من الأسباب الرئيسية لقيام ثورتي أكتوبر وسبتمبر، الآن أنظر للواقع عزيزي القارئ هل ترى أنه تم القضاء على الفقر والجهل والمرض؟! بالتأكيد ستكون الإجابة لا وألف لا، فالفقر يتزايد وعدد الحالات التي تموت من الجوع تزداد ومعدل الفقر وفقاً للإحصائيات الرسمية والدولية يتضاعف يوماً بعد يوم.
والجهل والحمد لله بدأت الأمية تغزو اليمن حيث عزف عشرات الآلاف من الطلاب عن الذهاب إلى المدرسة والهروب منها إلى ساحات العمل والبيع في الشوارع وعند إشارات المرور، هذا في المدن، أما الأرياف فلا يزال التعليم حلم لم يتحقق بعد والمرض حدث ولا حرج فكل يوم تثبت اليمن أنها غير جديرة بتوفير الرعايا الصحية لمواطنيها فالأمراض تفتك بالمواطن في ظل غياب المستشفيات الحكومية ذات القدرات العالية في تقديم الخدمات الطبية وأن توفرت القدرات والتجهيزات لا نجدها إلا في القسم الخاص أما القسم المجاني فلا يوفر له إلا الصراصير والفئران!.
هل توافقني الرأي عزيزي القارئ على ذلك؟! إذا هذا يقودنا إلى التساؤل عن أهداف الثورة هل تحققت؟!! هل رفع مستوى الشعب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً؟! هل تم بناء مجتمع ديمقراطي عادل؟! هل تحررنا من الاستبداد؟!.
إن واقع الحال يقول لا لم تحقق إطلاقاً! ، لذلك خرج الشباب والشعب اليمني من أجل التحرر من الاستبداد والقضاء على البطالة ومن أجل رفع مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية والعدالة الاجتماعية التي طالما أشتكى الشعب من غيابها فقد اختفت المساواة في الحقوق والواجبات ولم يتساوى الناس أمام القانون وفي اللجوء للمحاكم وفي الحرية الشخصية والأمان والعيش الكريم وحرية التعبير وإبداء الرأي وفي تقليد الوظائف حسب الكفاءة وكذا اختفت المساواة في الصحة والتعليم.
بعد كل ما ذكر آنفاً ألا تتفق معي بشرعية الاعتصامات والتظاهرات التي خرجت من أجل تحقيق أهداف ثورتي أكتوبر وسبتمبر وبصورة صحيحة.
وقفة:
تحية وشكر واحترام وتقدير لكل الشرفاء الذين قدموا استقالاتهم من مناصبهم ومن الحزب الحاكم وانضموا لثورة الشباب.