بأي ذنب يقتل اليمنيون بعضهم بعضاً، بأي ذنب يفقد الأطفال أبائهم، بأي ذنب تثكل النساء، بأي ذنب تذرف دموع الحزن والألم والقهر لدى من يفقدون أعزائهم في حرب غير عادلة ، بأي ذنب يتولد الانتقام الذي يقود إلى مزيد من الدماء والجراح الذي لا يندمل.
من المستفيد من هذه المأساة ولصالح من هذه الوحشية التي أفزعت القلوب وأرعبت الحياة على الساحة اليمنية، ألهذا الحد دماء اليمنيين رخيصة ، والى هذه الدرجة الموحشة أرواح اليمنيين يعبث بها، من يقتل من ولأجل من ؟، من يشعل فتيل الفتنة والى أين المصير؟
أفيقوا يا أبناء اليمن، أفيقوا يا حكماء اليمن، أفيقوا يا علماء اليمن، أفيقوا أيها اليمنيون، أفيقوا يا تجار الحروب ، أفيقوا يا سفكة الدماء ، أفيقوا من سكاركم المقيت ، دماء تسفك وأرواح تزهق على قارعة الطريق، أيها المنافقون ، أيها الجبناء ،يا من تحلون وتحرمون القتل والاقتتال متى شئتم وأنى شئتم، ما هذا الهراء الذي نشهده، وما هذه المبالاة التي نراها ، وما هذا الكفر الذي يعلن اليوم، من احلال دماء المسلمين التي حرمها الله حتى تراق دون أدنى سبب، أكفرتم "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم إمرء مسلم"، أكفرتم بمن يقتل نفس محرمة فكأنما يقتل الناس جميعاً ومن يحييها فكأنما أحيا الناس جميعا، ألم يأت ذلك في كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام، يا أبناء اليمن أكفرتم بأنكم ارق قلوب وألين أفئدة وان الإيمان يمان والحكمة يمانية،بأي ضمير توجهون رصاصاتكم نحو صدور بعضكم ، بأي وجه تقابلون الأيتام والأرامل والثكالى؟!
بأي وجه تواجهون التاريخ والإنسانية؟! يا ألين قلوب وارق أفئدة، أرعبتم الناس وأوجعتموهم وأشعلتم في صدورهم غلا لن تطفأه الأيام، دماء يمنية على ارض اليمن تسفك بكل بساطة وربما بكل نهم وشراهة، يا الله.. اليمنيون يقتل بعضهم بعضاً، اليمنيون يخرجون على كتابك وسنة نبيك،اليمنيون أرعبوا أهلهم وذويهم، إلى أين تتجهون يا أبناء اليمن، والى أي مصير تمضون، أيها الأبرياء في ساحات الاعتصام ، نناشدكم الله دمائكم وأرواحكم، حافظوا عليها بما يضمن سلامتكم ويصد حجج من يصوبون رصاصاتهم إلى صدوركم، كما نناشد كل ذو عقل سليم من أبناء اليمن أن يتقوا الله في الدماء والأرواح.
كما هي المناشدة إلى علماء اليمن والمسلمين ونقول لهم اتقوا الله وراقبوه، فالله شهيد بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين، أين كلمة الحق ، ولماذا جعلتموها متذبذبة ومتشعبة ومرضية لكل الأطراف، أربكتم الناس الذين يثقون بكم ، أعلنوها كلمة صادقة مدوية ترضون بها الله قبل خلقه، اليمن وشعبه بكل فئاته وانتماءاته أمانة في أعناقكم، أمانة في أعناقكم ، أمانة في أعناقكم، إنكم أيها العلماء تواجهون فتنة جسيمة وخطيرة، فالحذر الحذر يا من انتم اشد ابتلاء عند الله وليس بمثلي من يقول لكم هذا، فأنتم اعرف الناس بدين الله، الدماء التي سفكت بالأمس في أعناقكم وعنق كل من تسبب في سفكها، والذعر والحزن الذي أصاب أسر الضحايا وذويهم ومحبيهم أيضا أمانة في أعناق من هم عند الله المدانون، أيها اليمنيون، حاسبوا أنفسكم وتدبروا فوصية نبيكم صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..
فإلى أين تمضون يا أبناء اليمن؟!
aldahiad@yahoo.com
محمد أمين الداهية
دماء على قارعة الطريق 2189