لو لم أكن متابعة للنقل الحي والمباشر لصلاة الجمعة من ميداني التغيير بصنعاء والحرية بتعز عبر قناة الجزيرة ولو لا أن الزي اليمني" الثوب والجنبية" هو ما أوضح لي الصورة لحسبت أن ما أشاهده عبر هذه القناة نقلاً من قطاع غزة أو جنوب لبنان لبشاعة الجريمة وفضاعة المنظر الذي يهز الحجر قبل البشر.
وهو ما أثبت أننا اليوم لسنا نجابه سلطة أو نظام بقدر ما نجابه عصابة إجرامية تنتهج القتل والعنف سبيلاً لحل أزماتها وخلافاتها مع من يعارضها.
إن هذه الانتهاكات تعتبر صفعة بوجه كل يمني حر لأنه سمح لمثل هذا الإجرام وهذه العقلية المتخلفة أن تحكمه طيلة "33"عاماً.
لا أعتقد أن هناك مبرراً أو حكاية وهمية يمكن أن تعطي لهذا النظام الحق في أن يعتدي بهذه الطريقة الهمجية على اعتصام سلمي، خصوصاً أن هذه الجريمة لم تأت إلا بعد دقائق من إنهاء المصلين لصلاة الجمعة ولا يظهر أن ثمة اشتباكاً قد حدث بين أبناء الأحياء المجاورة لساحة الاعتصام ومعتصمين ولا أعتقد أنه يسمح لجماعة خارجة عن القانون باعتلاء المباني المطلة على ساحة الاعتصام لتتمكن من قنص المتضاهرين السلميين بهذه الطريقة.
ولا أعتقد أن مطالبنا اليوم تتمركز حول إسقاط النظام بقدر ما باتت تطالب بمحاكمته، فلا يمكن السكوت عن هذه الجريمة البشعة.
ومن قام بهذه الجريمة إنماهم عبيد لهذا المسمى "هبل" والذي تملك عقولهم المتخلفة، فهم اليوم أتباعاً له حيثما يحركهم ينتقلون كالحيوانات المسعورة لا يردعهم ديناً أو عرفاً أو قرابة، إنهم منافقون وأصحاب مصالح يجعلون من جثث الشهداء سبيلاً للحفاظ على مصالحهم ومآربهم المريضة.
فليسقط هبل والذي عبر إعلامه الزائف استطاع أن ينصب نفسه إلهاً لليمنيين حتى باتوا يقتلون إخوانهم وهم يسبحون باسمه.
يعلم الجميع أن لا حلاً للأزمة، ولا حلاً لحقن دماء اليمنيين ولا عودة للمعتصمين لديارهم إلا بسقوط هذا النظام وسقوط كل أصنام الفساد.
لماذا دماء اليمنيين تسيل إذا؟! يا سادتي، القضية واضحة للعلن، فليتحرر العبيد وليفيقوا من غفلتهم قبل أن يأتي طوفان ثورة لا تبقى على أصنام الفساد ولا على هبل.
نداء لأخواني الشرفاء من أبناء الأمن والجيش "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهؤلاء إخوانكم لم يرتكبوا جرماً حتى يقتص منهم بهذه الطريقة، وأنه واجب عليكم حمايتهم، ومن الآن اثبتوا أنكم مع الشرعية والحق لا مع الباطل الذي يقتات على أجساد اخوانكم ليطفئ جمرت غضبه وخوفه على كرسي السلطة من الرحيل.