تضرج العلم اليمني بدماء الشباب الذين ارتدوه ظناً منهم أن "قوة ردع الحريات" المؤتمرية ستهابه وتتراجع عن تصويب رصاصها الحي إليه, غير أن حملة "البارود" وحراس الكرسي أبو إلا أن يروا العالم إهانتهم لشعار الوطن واستهانتهم بآدمية المواطن واسترخاص كرامته ودمه.
قد تكون هذه التصرفات الهوجاء معروفة عن بعض الأجهزة الأمنية غير المؤهلة في بلادنا بيد أن الكثيرون لم يكونوا ليدركوا حجم اللامبالاة التي تتعامل بها بعض القيادات القائمة على الأجهزة ـ المناط بها حماية المواطنين ـ مع الإنسان اليمني, وكيف أنهم يهدرون روحه ويستحلون دمه ويسبون حرياته حين يستشعرون اهتزازاً لكرسي الحكم الذي صنع مناصبهم لحمايته والمحافظة على "مكاسبه ومنجزاته!!". لا تبرير أطلاقاً لعمليات البلطجة التي نفذها وينفذها ضعفاء النفوس الممولين مؤتمرياً سوى أنها إرادة السماء تُريد لهم أن يعجلوا بزوال النظام ويرسموا خارطة طريق لوجودهم الحتمي خلف قضبان المستقبل, وإلا لماذا هذا الإصرار على محاولة ذبح إرادة الشعب وتدمير حلمة الرامي إلى تغيير منظومة حكم غير قادرة على مواكبة تطلعات الشباب ومعالجة قضاياهم الشائكة.
من المفارقات العجيبة أن النظام يقدم مبادرات متتالية للخروج من الأزمة الراهنة وبنفس الوقت يلطخها "عساكره" بدماء المعتصمين السلميين في عدد من ميادين الحرية والتغيير مما يؤكد إصرار بعض القيادات الأمنية على اغتيال كل ما من شأنه تحسين صورة رأس النظام أمام شعبه الذي بات يمثل لهم الخصم والعدو اللدود نظير تلك القاذفات السمة التي حشرت دائري جامعة صنعاء بنداءات الاستغاثة العارية حد الصمود. لقد كثر الحديث هذه الأيام عن الأزمة الراهنة وتبعاتها والخوف من المستقبل الذي ينذر بكارثة حقيقية ما لم يكن للحكمة اليمانية موطئ حضور في مدارك الساسة التي اختلط تفكيرهم برغبة الانتصار على الآخر, غير أني هنا سأكتفي بإيصال هذه الرسالة القادمة من ساحة التغيير بعد الاعتذار للشاعر الكبير فاروق جويدة على تصحيف بعض المفردات, ولن أقول بأنها مضرجة بالدماء بل مضمخة بدماء طفلة تخاطب رئيس الجمهورية في ظل هذا الصخب الذي طغت عليه لعلعة الرصاص وهدير القنابل علّه يستنجد بالحكمة التائهة وسط الضجيج كيما تخرج الوطن من معمعة الفوضى ومستنقع الدماء الذي وقع فيه أو يكاد..
يا سيدي "علي" العظيم..
بالله يا مولاي كيف صمتَّ عن هذى المذابح.. وبأىِّ حقِِّ سوف تطلب من صغير ذاق طعم الموت يوماً.. أن يسامح وبأىِّ حقٍّ سوف تطلب من صغيرٍ بعد أن قطعوا يديه بأن يصافح الحقد يا مولاي قد سكن الجوانح مولاي قُل لي .. "أي أرضٍ تحكمون " "وأي شعبٍ تقتلون " "وأي قلبٍ تحملون"
قل لي بربك أي ثُأرٍ تطلبون..؟ ................... يا سيدي "علي" العظيم كل العصافير الجريحة في بلادي تلعن "الكرسي القبيح" ماتت على الأغصان كم كانت تُغنِّي كل صُبحٍ هل تُرى يبكيك عصفورٌ جريح؟ ودمي يسيلُ على ثيابي هل تُرى يبكيك إنسانٌ ذبيح الكون يا مولاي يَبكِي من دموعي أنت وحَدكَ ما بكيت!! ورأيت يا مولاي كلَّ مصائب الدنيا على وطني فهل يُرضيك حقاً ما رأيت.. هل يرضيك حقاً ما رأيت..؟؟!!
*ومضه*
تساؤلان ليس إلا
ـ ظهر على الفضائية اليمنية رتل من الشباب المرابطين على مقربة من ساحة التغيير يدّعون بأن الثوار قذفوهم بقنابل مسيلة للدموع.. هل فعلاً أجهزة الإعلام الحكومية تعي ما تقدمه أم أنها ستظل محلقة خارج السرب كما عهدناها..؟ ـ تحركات شطرنجية لوزراء غير صالحين للاستخدام الآني.. هل اليمن خالية من الكفاءات القيادية أم أن ليعقوب شيء من وراء ذلك قد تجهله "مداركنا القاصرة؟!"