قبل أيام قليلة علمت بأن برنامجاً إذاعياً يبث من القناة الأولى صباح كل يوم، يبدأ من العاشرة صباحاً، وهذا البرنامج قيل لي إنه يستمع للرأي والرأي الآخر، لم أصدق في البداية نظراً لما هو معروف لدينا عن وسائل الإعلام الرسمية.
عموماً حرصت كل الحرص على متابعة هذا البرنامج واتضح لي فعلاً صحة ما قيل وبدأت استمع إليه وحاولت جاهدة أكثر من مرة التواصل ولكن الخط لم يسعفني فقد أردت أن أناشد الشباب في محافظة عدن وأوجه إليهم نداء عبر الأثير.. إذ لاحظت في الآونة الأخيرة بعض التصرفات الغير مقبولة والغير مسؤولة من قبل بعض الشباب، تمثلت بوضع حواجز في الطرقات تعيق الدخول والخروج إلى الحارات والأزقة والشوارع وعولت على هذا الأمر في البداية على أنها موجة غضب نتيجة لسقوط قتلى وجرحى، ويوماً بعد يوم بدأ الشباب أو لنقل بعض الشباب في التمادي في الفوضى وعملوا على إحراق إطارات السيارات وكذا إحراق أغصان الأشجار على مفترق الطرقات وحاولوا تكسير الطرقات واقتلاع أعمدة الكهرباء وهذا الأمر أثار غضبي وقمت بالتحدث مع أحدهم ولكن الأمر لم ينجح، فقد برر لي موقفه قائلاً: لقد قتلوا أبناء عدن الأبرياء ونحن لن نسكت.
استغربت كثيراً من هذا المنطق نعم.. الغضب قد يدفع الإنسان لارتكاب الحماقات ولذا علينا ضبط النفس وتحكيم العقل، فالغضب يدفعكم يا أبناء عدن إلى الوقوع في الخطأ، فالتخريب والفوضى لن يحل أي مشكلة، بل سيزيدها تعقيداً.. فنحن إذا لجأنا إلى التخريب والفوضى لن نستفيد شيئاً لأن ما نقوم بتخريبه هو ملك لنا وعلينا الحفاظ عليه وعدم المساس به، بل وعلينا حماية بلادنا من المخربين والفوضويين.. فإذا كنا نطالب بإسقاط النظام فما علاقة التخريب والفوضى بذلك، ومثلاً إذا رحل النظام وسقط، هل سيأخذ معه الوطن؟، لا.. الوطن ملك لنا نحن المواطنين.. نحن الشعب.. فعلينا حمايته والدفاع عنه وعدم المساس به وتخريبه، فما نخربه اليوم سيكون علينا نحن إصلاحه في الغد، فلماذا نتبع هذا الأسلوب الغير حضاري والغير مسؤول، الذي يجعلنا بأعين الآخرين عديمي المسؤولية ومثيري الفوضى والتخريب، فهذه ليست من طباعنا وليست من أخلاقنا، فلماذا نسمح للغير أن يندس بيننا لينشر الفوضى والتخريب؟!.
فيا شباب اليمن تجنبوا إثارة الفوضى والتخريب واحتكموا إلى العقل واضبطوا أنفسكم عند الغضب، ذلك لما فيه مصلحة الجميع، فإتباع أسلوب الفوضى والتخريب سوف يضعفكم وسيجعلكم في نظر الغير مجرد زمرة مخربة تسعى لنشر الخراب والدمار في الوطن.
فلا تسمحوا لأحد أن يمس سمعتكم بالسوء وتوقفوا عن أعمال الفوضى والتخريب، حتى لا تضيع دماء الشهداء هدراً.
في الأخير يا مسؤولي إذاعة صنعاء لماذا لا يتم زيادة الأرقام بدلاً من الرقم الوحيد والذي يزدحم عليه الكل؟ أو لماذا لا تخصصون رقماً لأبناء صنعاء وضواحيها ورقماً لأبناء عدن وضواحيها، وبذلك ستتاح فرصة المشاركة في هذا البرنامج للجميع الذي أعطى بالفعل مساحة لإبداء الرأي والرأي الآخر.. فشكراً يا إذاعة صنعاء.
كروان عبد الهادي الشرجبي
شكراً يا إذاعة صنعاء 2103