تلفت انتباهي كثيراً تلك العناوين البارزة التي تتصدر الصفحات الأولى في الصحف الرسمية كذلك العنوان الذي يدعو الشعب الابتعاد عن العنف والفوضى "ملايين اليمنيين ينتفضون في وجه دعاة الفوضى والفتن".
أنا ضد الفوضى والفتن والتخريب وأؤيد هذه العبارة قلباً وقالباً، وكنت أتمنى أن ينتفض الملايين بهذا ضد الأساليب القمعية التي تمارس ضد أبناء الشعب اليمني، فهذا الأمر يقودني لتساءل مليء بأكبر علامات الاستفهام وهو: هل تم تسجيل المعتصمين من ضمن أعداء اليمن؟! هل سحبت جنسيتهم اليمنية منهم منذ أن بدأوا اعتصامهم السلمي؟!.
إن طريقة التعامل مع المعتصمين في الآونة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن كل من يعتصم في ساحة من ساحات الاعتصام أعتبر عدواً رئيسياً للحزب الحاكم، هذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها فاستخدام القنابل ذات الغاز السام والذخيرة الحية خير دليل.
نعم فقد بات معلوماً للكل من يقف وراء تلك الاعتداءات على المعتصمين، ومع ذلك يصر رئيس الجمهورية على ضرورة تشكيل لجان لتقصي الحقائق لمعرفة المتسببين في تلك الجرائم المرتكبة بحق المواطنين المعتصمين العزل.
عذراً أيها الرئيس أعتقد أنك مازلت رئيساً لهذه البلاد فلماذا لا تأمر رجال الأمن والحرس الجمهوري والحرس الخاص بالانسحاب من ساحات الاعتصامات وسحب البلاطجة ليعودوا أدراجهم؟! إن الاعتداءات على المعتصمين قد ازدادت حدة في الآونة الأخيرة وكأن المعتصمين يعاقبون على رفضهم للمبادرة الأخيرة ـ ألم أقل منذ البداية إن المعتصمين باتوا أعداءً وجهة نظر الحزب الحاكم؟! فأثناء كتابتي لهذا المقال استوقفني نداء أطلقه أحد الأطباء يطلب فيه المساعدة لإيجاد مصل يعمل على شفاء المصابين من الغاز السام الذي رمي على المعتصمين والمحتجين بساحة التغيير، وكان هذا النداء قد أطلق عبر قناة الجزيرة إذ أن وزير الصحة رفض التعاطي مع هذا الموضوع وتجاهل الأمر وكأنه يقول: إن هؤلاء المعتصمين لابد أن يكون مصيرهم الموت، لذا لن أقدم لهم أي مساعدة فهم أعداء الوطن.
لقد مللت من الكتابة لأني لا أجد أي صدى لما أكتبه.. فكم مرات طالبنا بإقالة هذا الوزير الفاسد ومع ذلك لا يتم الأمر.. إن المعتصمين في الساحات لم يقدموا على أي أفعال من شأنها إثارة الفوضى أو الفتن فلماذا يتم مهاجمتهم والاعتداء عليهم، علماً بأن الاعتداءات على المعتصمين مخطط لها إذ تم الاعتداء على كافة المعتصمين وفي كل المحافظات، ففي عدن سقط قتلى وجرحى على أيدي قوات الأمن.
المشكلة الكبرى أنني وحتى آخر لحظة كان لدي أمل كبير بأن الأمور ستسير إلى الأحسن وأن الرئيس طالما وأنه أطلق تلك المبادرة الأخيرة لابد وأن يسعى للتغيير حتى يشعر المواطن أن هناك تغييراً حقيقياً سيتم وحتى تكسب الخطابات والوعود المصداقية ولكني أصبت بخيبة أمل كبيرة فما حصل لإخواننا في ساحة التغيير وحدث في عدن بمديرية دار سعد وما حدث أيضاً في تعز أكد لي بأن الأمل مفقود وأن الأمور لن تتغير إطلاقاً وهي تسير على هذا النحو وباتجاه العنف والقتل.
??
كروان عبد الهادي الشرجبي
هل المعتصمون أبناء هذا الوطن؟! 2037