جميلة تلك اللحظات التي يقضيها المرء مع أصدقائه في جلسات حميمية وبعد طول انقطاع، حانت الفرصة لأجتمع مع صديقاتي في منزل إحداهن وذهبت وكلي شوق لأحاديثهن التي ترسم البسمة وتعزز روح الألفة التي ألفتها معهن، وما إن دخلت من باب (الديوان) حتى انهمرت عليّ ملامح الدهشة حينما وجدت كل من في الغرفة (مبحشمات) وقناة الجزيرة على التلفزيون وروائح الشيشة بدلاً عن البخور تفوح بالمكان وضاع الكلام من دهشة المنظر المقزز (مع احترامي لهن) وأتفاجأ بعدها بإحداهن تدعوني لأعواد قات وترمي لي "بقصبة الشيشة" وبحكم أنني ضد القات والمولعة بكافة أشكالها رفضتُ ونصحتهن بالابتعاد عن الآفات الخبيثة وانتهت الجلسة مبكراً بعد مغادرتي لها بسبب اختناقي من روائح الشيشة ..
هكذا تتحوّل جلسات البنات إلى مقايل رجالية الملامح بوجود القات والشيشة، وما يؤلم بالفعل هو الشباب الذي يُسلّم صحته ووقته للتوافه ووسائل المسخ دون شعور بالمسؤولية تجاه النفس والوقت والمستقبل، فتجد معظم الشباب ينام كل يوم ليصحى مفكراً بالقات ورامياً باهتمامات ونشاطات قد تغنيه عن السؤال لتوفير رُبطة قات، وما يحز في النفس أكثر وأكثر هو اتجاه البنات إلى المولعة بالقات والشيشة فتجدهن إما بجانب المداكي أو على كراسي الأماكن العامة وهذا بحد ذاته منظر مؤذي ومسيء إلى الأنثى بطبيعتها الناعمة ...
(طيب وين نروح) هذا السؤال الذي تسأله النواعم إن واجهتهن بأضرار القات والشيشة والتي تجعلك أمام نافورة إجابات متعددة أمام سؤالهن الغير منطقي فهل انعدمت البدائل وضاعت الاهتمامات كالقراءة والكتابة وتنمية الذات وإلا كمكابرة للرجال ستقول (وين تروح) ؟؟!!!
بتُ أجزم على أن الأمس ليس كما البارحة تماماً فبعدما كان شباب الأمس يجتمعون على موائد السعادة والخير لتوطيد العلاقات الاجتماعية أصبح شباب اليوم يجتمع على شرف كيس القات والشيشة لتبادل أعواد القات ونفخ الشيشة ...
عموماً مقايل النواعم لا تختلف كلياً عن مقايل الرجال سوى أنهم يلتزمون الصمت أثناء التخزينة (الأغلبية ) في حين أن النواعم ينشغلن بالكلام عن فلان وفلانه ..(إلا من رحم ربي) وتعود بعضهن إلى البيت محملة بقائمة طلبات أسوة بصديقاتها المولعيات أما الرجال فيعودون إلى البيت "أذن من طين وأخرى من عجين" أمام طلبات زوجته ..
مشكلتنا الأم باتت في الشباب والفتيات المولعين بتناوله في جلسات خاصة وليس في القات والشيشة وخطورتهما ولن تزول هذه المشكلة إلا بالتحرر من الإدمان ولن يكون إلا بالتحرك السريع من قبل الجميع للتوعية بأضرار تناوله والبحث عن البدائل التي تمكن شبابنا وفتياتنا من النهوض بمستقبل الحال والبلد بدلاً من مشاريعهم الوهمية التي تنتهي بعد انتهاء مفعول القات ..
أحلام المقالح
مقايل نواعم .. 2142