يقضي الزوج نصف يومه في العمل ثم يعود إلى المنزل ليغسل تعبه بقليل من الراحة وربما يكون لعمله تأثير في تصرفاته وسلوكياته في البيت وخصوصاً مع زوجته، ولكن حينما يأخذ الزوج عمله معه إلى البيت وينسى أن يخلع وظيفته عند باب بيته كما يخلع ملابس عمله، فالزوجة بالتأكيد ستشتكيه..
فمثلاً إحدى الزوجات يعمل زوجها (موسيقياً) تشتكي من رهافة حسه وتقول زوجي حساس جداً حتى أثناء الخلافات الأسرية التي قد توصل إلى المشادات الكلامية والصياح فصوته لا يعلو إطلاقاً وينتقي ألفاظاً رقيقه في التوبيخ حتى وهو في قمة غضبه، وعلى فكرة هنا المرأة تعكس الوضع المتقلب للمرأة ومزاجها، فهي أولاً تحلم بزوج رومانسي تعيش معه الرومانسية وعندما يكون رومانسياً اشتكت رومانسيته وتتمناه (صاخباً)..
امرأة أخرى زوجها محامي أحوال شخصية مهمته قضايا الزواج والطلاق والخيانة تقول بأن زوجها أصبح يشك في كل ما يسمعه ويراه ويُتبع كلامه بالأدلة والبراهين على خطأ الطرف الآخر..
والثالثة تقول: زوجي مهندس جيولوجي عبأ البيت بالصخور والحجار والتراب وصور البيئة وهداياه جزء من عمله، فمرة قدم لي أحجاراً كهدية ويدعي أنها أحجار كريمة ...
أما الرابعة فهي من قطّعت قلبي فزوجها ضابط عسكري وتقول: إنه حوّل المنزل إلى كتيبة عسكرية بسبب النظام الصارم الذي وضعه والأشبه بالعسكرة..
أما زوجة طبيب فهي تقول: إن رائحة المطهرات تفوح من المنزل وكأنه مستشفى فهو يُعقّم كل شيء قبل أن تطأه يداه حتى الملاعق والسكاكين..
وماذا عن الفلكي والذي يقضي وقته في مراقبة القمر والنجوم وينسى (القمر) الذي في بيته، فلربما القمر الذي يراقبه (قمر الجيران) وليس قمر (السماء) ومع ذلك فهو يكتشف الأقمار ويراقبها ولكنه لا يتزوج بها..
زوجة مدير أحد الفنادق هي الأخرى تشتكي زوجها بأنه يريد أن تقدم له الخدمة في البيت بمستوى خدمة الفندق ..
عموماً هذه (عينات) عن بعض الرجال الذي ينقلون وظائفهم إلى بيوتهم وهم يحتاجون بالفعل إلى من يعالجهم من هذا المرض..
أيضاً لا ننسى بأن هناك بعض النساء ينقلن بيوتهن إلى وظائفهن، فهناك من تنقل بعضاً من ملابسها إلى العمل كالوشاحات والأحذية وأدوات المكياج و غيرها ..
و كون الأزواج لا يتشابهون كثيراً فهناك رجل مثلاً كان يعمل مهندساً زراعياً وكان يعود لزوجته منهكاً ليتناول لقيمات ومن ثم يتجه إلى حديقة المنزل ليرى صغاره (الأشجار) كما يسميها فيسقيها ويمسح أوراقها ويظل يتأمل لها وكم تتحدث زوجته عن مشاهد وهو تحت زخات المطر والبرد القارس وهو بجانبها مما دعاه للغيرة من الأشجار كونه يقضي وقتاً أطول من ذاك الذي يقضيه معها..
لذا لا بد من تحسس مواطن العمل وخلع أثوابه بعيداً عن جو الأسرة والبيت وان لزم الأمر حضوره للبيت.. فلا بد أن لا يؤثر في تفاصيل الجو العائلي حتى لا نرى في بيوتنا موظفين مرضى..
أحلام المقالح
في البيت موظف مريض! 1917