;
أمل عياش
أمل عياش

نساء بلا مرايات 2038

2011-03-12 07:56:49


قصص كثيرة تختزنها أكثر من امرأة تحمل معاني الكفاح في ظروف إنسانية صعبة، نختار منها نماذج لأمهات خضن ضروب من المعاناة وانتصرن .
 نتناول في هذا الموضوع قصص وتجارب لنساء مغمورات كل ما يميزهن قدرتهن على تخطي الصعاب بمجهود ذاتي وإرادة لا تلين ورعاية من الله قبل كل شيء، نماذج لابد أن يعرفها الناس لنساء تجاهلهم الإعلام منذُ زمن بعيد في زحمة انشغالاته بأمور السياسة والشخصيات العامة، ومن تلك النماذج:
أم أحمد: توفي زوجها وترك لها من الأبناء خمسة أشبه بطيور لم ينبت فيها الريش ضعيفة وهنة،ودارت عجلة الزمن وهي تكافح بمعاش والدهم الزهيد تكاليف الحياة، لم يبق شيئاً لم تقم بتسويقه ابتداءً من البطاطس والآيسكريم والعشار، انتهاءً بأعمال الدلالة بالتقسيط الشهري خاضت الحياة ولم تتوقف لحظة وكأي امرأة تتمعن في ملامح وجهها الذي بدأت تزحف مع خطوط الزمن، لكنها استطاعت أن تقهر هذا الزمن ولبست تاج النصر عندما أجتاز أولادها الخمسة المراحل الدراسية وأصبحوا خريجين، بل وحاصلين على أعلى الدرجات، لتصبح أدوات الزمن الماضي " مطحنة البسباس " و"مواعين البطاط " وبضعة لسعات من نار الموقد على رسغها تحكي قصة طويلة من ليالي الأرق والمعاناة.
- أم علي :أم لأربعة أولاد زوجها مازال على قيد الحياة إلا أنه تخلى عن مسئوليته تجاه أسرته وغاب في غياهب الإدمان وشلة الأنس، بقيت هي أمام الواقع لم تيأس واعتكفت على ماكنة الخياطة نسيت أن هناك أعياد تفرح فيها، منذُ أذان الفجر تنهض لاستكمال متطلبات الناس "ستائر" "فساتين" وغيرها تقيدً ما أستلمته من "عرابين" الزبائن "الذين يترددون عليها وهي تنظر تارة إلى أطفالها في الفراش وهم يغطون في نوم عميق وتارة أخرى إلى أكداس القماش، فيمدها مشهد أولادها بالعزيمة، فتمضي تدوس على عجلة الخياطة بعزم وهي ترمي حمولها على الخالق عز وجل، قالت لأولادها مراراً وتكراراً :(لاشيء سوى الخبز وفنجان الشاي) إحفظوا الدرس عن ظهر قلب، كانوا لا يرون اللحم والمشويات إلا مع الآخرين.
مضى الزمن ودارت عجلات الأيام، وكبر الصغار الذين رضعوا الصبر مع حليب الأم، ولكنهم جعلوا نصب أعينهم معاناة والدتهم وكفاحها بعد أن أصبحوا رجالاً ونساء يُشار إليهم بالبنان، اشتروا كل ما حلموا به في الماضي، أكلوا منه حتى الثمل ولم ينسوا في غمرة ذلك أن يطبعوا في جبين أمهم الحنون قبلة، كلما عنت لهم بطلعتها البهية ووجهها الرحيم.
- أم محمد: استلمت ورقة طلاقها وهي لم تزل شابة يانعة جميلة ولها ولدان، عادت إلى بيث أهلها الفقراء، لم تكن حاصلة إلا على الثانوية العامة، لم تتحصل على وظيفة، فقررت أن تدرس الأطفال القرآن الكريم في منزل أهلها، ثم لم تلبث أن ضجرت بسبب ضيق المنزل، بحثث عن عمل لدى المنظمات الخيرية، كافحت في سبيل الحصول على لقمة عيش نظيفة شريفة في عالم تزدحم فيه مغريات الحياة، نسيت أنها شابة لم تكن تنظر إلا إلى الستر في هذه الحياة، طردت فكرة العودة إلى تجربة زواج أخرى، تلك التجربة التي أطاحت بأحلامها في الدراسة وتركتها في منتصف الطريق وفجأة وبدون مقدمات قررت الالتحاق بالجامعة جددت دراستها واستخرجت شهادة ثانوية عامة حديثة وبإصرار يبعث على الإعجاب درست وحصلت على البكالوريوس وواصلت البحث عن عمل وعندما صعب عليها ذلك عادت أدراجها لدراسة الصبيان وتعليم القرآن الكريم، لكن الأمل مازال يحدوها للحصول على عمل بعد أن أصبحت جامعية، وأولادها أيضاً دخلوا الجامعة مما يوحي بأنها "أرخت" لأولادها قصة كفاح مازالت في أطوارها الأولى إلا أن بوادر النجاح تبدو جلية، وليس لنا سوى أن نقول :(ما شاء الله، مع دعائنا إلى الله أن يوفقها " 
وإذا مابحثنا سنجد أن هناك كثيراً من أمهات عاملات في منازلهن يستحقن كل التقدير والاحترام والتكريم وتسليط الضوء عليهن لأنهن مثالاً للأم المثالية ولنا قصة أخرى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد