ارتبط مفهوم ( المبادرة ) بالعمل القسري الذي كان يفرضه الحزب ( الثوري) الحاكم في الجنوب سابقا على المواطنين أو العمال و الموظفين و لا يدفع عليه أجرا ، و تبدّل المفهوم اليوم ليصبح أفكارا تطلق من عديد اتجاهات ـ بكثرة الآن مثل مبادرات زمان ـ لعلاج مشكلات أفرزها الواقع الثوري العربي أمام الحكام المؤبدين .. و ( زي زمان ) إذا جاءت (المبادرة) من الحاكم فعلى الشعب قسرا أن يؤيدها .
الحاكم يبدّل مبادراته ، و( الشعب) يؤيد ، و الشعب تغيّر و لم تتغيّر حتى عدسات الرؤية لدى الحكام، أما الرؤى فمحال ..بالله حوشوا عنا هذه الكلمة .
•كنت انتظر ـ و حتى في هذه الأمنية يهزأ بي أصحابي ـ أن يرتقي عبد الله علي صالح (أقصد التسمية هنا ) إلى التعبير ( بصدق) عن وحدويته بأن يعلن تنحّيه من أجل الوحدة التي جسدتها ثورة شباب التغيير ، حفظاً لدماء مليون شهيد سيضـــحّي بهم ـ كما قال ـ من أجل ( الوحدة ) !! لا يعلم إلا الله أي وحدة و أي وطن!!
زاد الأمل زاد، و كما قال المحضار :
" و الخارب يجود الله بتعميره
راجين من خيره
يساعدنا و يسعدنا كما الأخيار
دار الفلك دار "
فتوّة
فزعت ابنتي الصغيرة في مدرستها عندما سمعت أزيز الطائرة الحربية محلقة فوق الرؤوس عشوائيا في سماء مدينتها ، التي تبعد مئات الأميال عن موقع خطاب ( فخامته ) بصنعاء صباح الخميس الفائت ، و احتضنتني مستفسرة : " هل وصلنا القذافي يابوي " ؟ .
•بالعكس من شعورها ، جاء الابن الأكبر منها ، منتشياً يقول :"هتفنا إرحل، فهربت الطائرة" .
يحدثني أحدهم عن ابنه في الثانوية ، بعد أن حذره من مغبة المشاركة في التظاهرات اليومية ومن خطر بلطجة الأمن ، فجاء ردّ الابن :" هل تضمن لي وظيفة أو حتى عروسة؟"
•صارت التحية الجديدة عندنا عند التئام الأسرة في الظهيرة أو العشاء " الشعب يريد .. أيّ طعام" و يعودون للاعتصام .
يكفينا من ثورة مصر عودة النكتة ، و كل هذا الإحساس بالأمل بعد اليأس ، و استعادة الفتوّة في داخلنا بعد أن " هرمنا .. هرمنا " ، و تلك النشوة عندما تنش الذباب فتصرخ : " ارحل " !!
نقلا عن نيوزيمن
هشام علي السقاف
مبادرة .... 1508