بدأت الاحتجاجات الأخيرة في اليمن، تثير انتباه العالم، إلا أن هناك أمراً واحداً مختلفاً في هذا البلد، وهو أن الوجه العالمي لأنصار حركة التغيير اليمنية هو امرأة.
تمثّل الصحفية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، "توكّل كرمان"، والتي تظهر في صحف مهمة مثل "واشنطن بوست" و"تورنتو ستار" ومجلة "تايم"، صورة إيجابية للمرأة اليمنية، وتُعرَف بالمدافِعة الشجاعة عن حرية التعبير وحقوق المرأة في اليمن.
وفي مقابلة أجرتها معها إحدى الفضائيات في يناير الماضي، تحدثت "كرمان" عن صحفي معتقل وعن طغيان شيخ في محافظة "إب"، وعن انعدام العدل تجاه أسرة طبيب ذهب ضحية جريمة قتل.
أخيراً، تغيير منعش في صورة المرأة اليمنية المنقّبة البدينة، أو صور "نجود علي"، العروس الطفلة، التي ألهبت الحوار اليمني حول الزواج المبكر منذ أبريل 2008.
ليست جميع الأمور وردية بالطبع بالنسبة للمرأة اليمنية. لم يتفق أعضاء البرلمان اليمنيون بعد (امرأة واحدة من 301 عضو) حول الحد الأدنى لسن الزواج، مما يمنع طفلة مثل "نجود"، البالغة من العمر تسع سنوات عند طلاقها، من الزواج قبل التخرج من المدرسة.
ما زالت نسبة الأمية بين النساء في اليمن 67 في المئة، وهي نسبة مخيفة، حيث تكون المرأة بشكل اعتيادي هي الضحية الأولى لقلة الغذاء (تعاني واحدة من كل ثلاث نساء في اليمن من سوء التغذية حسب إحصائيات الأمم المتحدة).
ويصعب وصول العديد من النساء إلى الرعاية الصحية. أما مشاركة المرأة في السياسة فهي في حدودها الدنيا، ورغم وجود وزيرتين يمنيتين، ما زالت اليمن وبشكل مستمر في أسفل جدول مؤشرات الفجوة العالمية في النوع الاجتماعي حسب المنتدى الاقتصادي العالمي، منذ دخولها هذا التصنيف عام 2006.
إلا أن هناك بصيصاً من الأمل، فهناك عدد من النساء الملهمات في اليمن، فالمرأة اليمنية ناشطة في مجال حقوق الإنسان وصحفية وطبيبة وتربوية وعضوة في المجتمع المدني وأكاديمية ومصوّرة فوتوغرافية بل وحتى ناشطة على "التويتر".
ترشحت عشرات النساء اليمنيات الشجاعات في وجه الصعوبات وخسرن في المجالس المحلية والانتخابات البرلمانية.
وتقول "ناديا السقاف" رئيسة تحرير صحيفة "اليمن تايمز" المستقلة إن الفوز صعب في غياب دعم من حزب سياسي. وتنتظر معظم النساء ذوات الطموحات السياسية اليوم كيف سيتطور الوضع الحالي.
وفي مايو 2010 ألهمت دورة لمحو الأمية النساء في محافظة "ذمار" القروية جنوب العاصمة صنعاء للعودة إلى منازلهن ومطالبة أزواجهن وإخوتهن بحقوقهن في التعليم والميراث والمشاركة السياسية.
واضطر منظمو الدورة إلى الرد على مكالمات هاتفية من أعضاء ذكور في الأسر وقد أصابهم الإرباك متسائلين عما يتم بحثه في الدورة. كما تجمعت المشاركات في الدورة معاً وقمن بمنع رجل من تزويج ابنته البالغة من العمر 12 عاماً.
وقد يكون الأمر أكثر إلهاماً بالنسبة لـ"كرمان" أنها لا ترفع صوتها لصالح المرأة اليمنية فقط، وإنما من أجل المجتمع اليمني ككل، متعاملة مع الشكاوى الوطنية مثل البطالة والفساد.
قد يكون من المبكر جداً أن تظهر رئيسة للجمهورية اليمنية، إلا أن "كرمان" تضيف بُعداً جديداً مرحَّباً به في تغطية دولة ترتبط في العقلية الغربية عادة بتنظيم القاعدة والفقر والنساء المظلومات.
جريدة الاتحاد
أليس هاكمان
دور المرأة اليمنية 1732