زيادة معدل العلم وانتشاره في أي مجتمع يعد مقياساً لتقدم الأمة وازدهارها، كما هو معهود ومعروف في العالم بأكمله ويختلف العلم ويختلف العلماء إذ يعد العلم سلاحاً في يد العالم يستخدمه كيفما شاء ولأي غرض يريد.
فكم من أشخاص ظهروا على شاشات التلفزيون وقد وحصلوا على قاعدة جماهيرية لا بأس بها وظنوا بأنهم قد وصلوا إلى درجة العلم والعلماء ولهم حق الفتوى وحق الأمر والنهي وأمور الحياة المختلفة وهم لازالوا طلاباً يتلقون دروسهم من مناهل العلم ولكن للأسف الشديد شاهدوا أنفسهم دهاه لعصرهم وزمانهم.
ونحن نأسف في الحقيقة على ما قام به الداعية الإسلامي "طارق السويدان" قبل أيام من تصريحات على إحدى الشاشات العربية والتي دعا من خلالها الشباب اليمني إلى الوقوف في وجه الحاكم والخروج عن النظام والقانون وعدم الخضوع لدعوة الحوار رغم أن هذا الشخص قد رسم له صورة حسنة وايجابية في أوساط شعبنا داخل الوطن وخارجه، لكنه سرعان ما قام بمحو وإزالة، الصورة حينما ظهر وهو يحرض شعبنا إلى التصدي للحاكم والوقوف بوجهه.
فما لهذه الأهداف يتعلم المتعلمون يا معشر الدعاة لان درجة الجهلة إذا قارناها بالبعض قد تكون أفضل من البعض الأخر والجيد إن شباب اليمن هم اكبر من هذه الدعوات المؤدية للفتنة "الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها"، يعلمون الكثير من أمور الحياة التي لا يستطيع احد أن يضللهم ويغوي طريقهم.
ففي ظروفنا هذه يجب على القادة والمشائخ والعلماء والدعاة أن يدعو لما ينفع الوطن ومستقبل أبنائه والاحتراس من التصاريح والخطابات التي تولد الفتنة وتنشر الضغائن بين الناس والابتعاد عن شهوة الفتاوى ملحقة الضرر بالأمة.
وكما قال الشيخ/ عدنان العرعور جزاه الله خير: لا يحق لأي إنسان إصدار فتوى متعلقة بالأمة وهو لا يعلم بالخصوصية التي تمتلكها المجتمعات المختلفة وداعية مثل "طارق السويدان" لا يحق له إصدار فتوى، لأنه مجرد داعية لا يعلم في الفتوى شيء وليس من اختصاصه، كما أنه يصنف في قائمة الدعاة القصصيين وفتواه لا تصلح.
لذا يجب على الشباب تجنب الفتوى المشابهة للوجبة السريعة في يد صاحبها المستعجل وتجنب أولئك الذين يظهرون على الشاشات المروجين لأنفسهم باسم الدين والفتوى منتهزين وضع الشارع وتداعياته .
كما يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى مطلع على كل الأمور صغيرها وكبيرها، ونذكر قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في ما معنى الحديث:"من أعان على قتل مسلم ولو بجزء من كلمة كتب على جبينه يوم القيامة يائس من رحمة الله"، ونؤكد على أهمية الحوار بين أفراد المجتمعات ولنا في حوار الملك الجليل مع إبليس اللعين أسوة حسنة، فقد حاور الله جل شأنه إبليس وهو من خلقه وعبيده لما خرج عن الطاعة، فلماذا لا نحاور إخواننا من أجل الوطن وأبناءه تجنب للفتنة وحقنا لدماء المسلمين؟!
محمد شمسان
فتوى على الطائر 2009