;
عبدالله الأشعل
عبدالله الأشعل

الجامعة العربية ومرحلة الثورة العربية 2198

2011-03-07 02:00:54


يثور التساؤل اليوم حول مستقبل القمم العربية والجامعة العربية فى عصر الثورة العربية. فالثورة العربية الراهنة تجتاح العالم العربى بروح جديدة تجمع بين الرغبة فى التحرر من الفساد والنظم التى تحالفت مع قوى خارجية ضد المصالح العربية، وضد القضايا العربية العادلة. ولكن الجامعة العربية نشأت فى ظروف وتطورت فى أوضاع ارتبطت بالحكومات العربية، ولما اتسعت الشقة بين الحكومات العربية والشارع العربى، وعبر الشارع عن رأيه فى هذه القضايا، فإن هذا الشارع قد اعترض على السياسات العربية تجاه القوى الخارجية، ولما وجدت الحكومات العربية أن هذا الاعتراض يمكن أن يتحول إلى نقد لها قمعت هذا الشارع. والأمثلة لا تحصى. فقد وقعت محرقة غزة فى ديسمبر 2008 ويناير 2009 وتواطأت الحكومة المصرية بشكل أو بآخر وبسبب أو لآخر مع المخطط الإسرائيلى ضد قطاع غزة، فخرج الشارع المصرى يطالب بفتح معبر رفح وبدعم أهل غزة ضد العدوان الإسرائيلى.
وخلال العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006 أدانت دول عربية حزب الله بما يعنى دعم إسرائيل وهو ما أعلنته إسرائيل فعلاً وساندت هذه الدول جهود إصدار قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذى آدان حزب الله وحرم لبنان من المطالبة بالتعويض عما ألحقته الحرب من أضرار. وقد ساندت الجامعة العربية وأمينها السياسات الأمريكية المناهضة للقضايا العربية. من ناحية ثالثة لعب الأمين العام عمرو موسى دوراً كبيراً فى إفشال مؤتمر قمة الدوحة العربية بإيعاز من مصر وهو ما اعترف به وزير خارجية مصرالسابق أحمد أبو الغيط فيما بعد خاصة وأن ليفنى وزيرة خارجية إسرائيل حينذاك كانت قد أعلنت فى مؤتمر صحفى فى القاهرة عن خطة إسرائيل لتغيير قواعد اللعبة، ونقل عن مبارك فى مكالمة مع ساركوزى أنه تمنى زوال حماس وبأسرع ما يمكن. وعندما قام عمرو موسى بمساعى لتسوية الأزمة اللبنانية انحاز إلى جانب ضد الآخر ففشلت مهمته.
خلاصة القول أن الجامعة العربية كانت تكريسا للسياسات الرسمية وتفاعلاً مع هذه السياسات، وكان السيد/ عمرو موسى مناساً لهذه المرحلة.
من ناحية أخرى كانت الجامعة فى الستينات مناسبة لمرحلة الثورة العربية ضد الاستعمار، وعندما كانت مصر الناصرية تقود الحرب ضد الاستعمار. أما فى مرحلة الثورة على كل هذه الأوضاع من التردى والفساد والتشرذم والتهميش وانعدام الحريات والخضوع للإملاءات الأجنبية والتواطؤ على الحقوق العربية فإن الجامعة التى نشأت فى عصر كرست فيه هذه الأوضاع وتسعي شعوبها نحو الديمقراطية.
فالشعوب العربية سوف تقيم حكومات ديمقراطية لم تألفها الجامعة العربية فما دامت الحكومات ونظمها قد تغيرت فإنها بحاجة إلى منظمة إقليمية جديدة.
لقد كانت الجامعة العربية عند نشأتها منظمة الحكومات التى تمسكت بسيادة ضيقة ضد خطوط العمل العربى المشترك ثم جفت منابع العمل العربى المشترك بعد أن أصبحت العلاقات مع واشنطن علاقات ثنائية مباشرة، فخرجت الجامعة العربية عن الإطار العام وعانت البطالة السياسية حتى الآن. فإذا استعادت الدول العربية إرادتها فإن هذه الإرادات سوف تحلق جامعة قوية متفاعلة مع إقليمها وستكون بحاجة إلى رؤية جديدة تليق بالوضع الجديد. لقد اتهمت الجامعة العربية بأنها هى التى أعاقت الوحدة العربية وكانت بديلاً لهذه الوحدة، ولذلك حاولت الدول الكبرى اختراق الجامعة بعد أن أفشلت مشروع الوحدة. فهل يشهد العالم العربى جامعة جديدة لها قسمات الدولة الفيدرالية أو الولايات المتحدة العربية!
المؤكد أن تجارب المنطقة أنضجت عودها ولم تعد بحاجة إلى وحدة فورية هشة كما حدث فى السابق، وكذلك تجربة الاتحاد الأوروبى لاتزال تشكل هدفاً أسمى بكل الشعوب العربية مما يعنى أن الزمن قد تجاوز الجامعة وأمينها خاصة إذا قدر لمصر أن تشهد نظاماً ديمقراطياً جديداً، وإذا أفلتت مصر من مؤامرة فرض نظام تمسك خيوطه الدول الأخرى فيقتسم الشعب المصرى مع هذه القوى عبر عملائها وخياراتها مصير مصر فيكون للشعب الرخاء والديمقراطية المقيدة ويكون للقوى الكبرى إرادة القرار وضبط المصالح. لقد عجزت هذه القوى عن التحكم فى بدايات هذه الثورات مثلما عجز النظام فى مصر عن قمع الثورة بأى ثمن عند اندلاعها ثم عجز مرة أخرى تغيير مسار الثورة، وفى النهاية هناك محاولات للسيطرة على المآلات والخواتيم خاصة فيما يتعلق برئيس الجمهورية.
لقد رحلت نظم ومعها الجامعة العربية، ولذلك فنحن بحاجة إلى جامعة عربية للشعب ونظمها الجديدة ويجب أن يكون من كبار المثقفين فى العالم العربى. 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد