سأل عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف الثقفي عن عيوبه، فقال له الحجاج (أنا لجوج، لدود، حسود، حقود) قال عبد الملك ما في إبليس أشر من هذا، حكامنا للأسف لا يريدون أن يكونوا في صفوف الصحابة، وإنما اختاروا أن يكونوا في صف الحجاج بن يوسف، وهو صورة صارخة للتعسف في ممارسة السلطة.
حكامنا العرب
لماذا لا تكونوا أذكياء وتعطوا كل ذي حق حقه، وترجعون لعقولكم وتسألون أنفسكم، أين تكون نهاية حاكم طاغي، وأمواله، وأولاده، ما الضرر لو أن واحداً منكم يفرح بفرح أمته ويحزن معها ويقلقه حياة شعبه، ويزعجه الجوع والعطش ويغضبه سلب ونهب الأموال، وتفكرون لو للحظة بان الأموال التي تودع في البنوك الخارجية، يتمتع بها أبناء الغرب، الذين لا يحملون لنا غير الحقد والضغينة، يخططون لتدميرنا والإساءة لديننا، والأبناء والاخوة داخل وطنكم يحرمون من هذه الأموال، وفي غضون أيام تقرر الأمم المتحدة تجميد الأرصدة ووقف المشاريع الخارجية، تكون يا رحال في ترحال.
حكامنا العرب!
لماذا ؟ لا تعودون إلى الوطن والشعب وتكونوا شهداء الموقف وننصب لكم نصب تذكارية وتدخلوا تاريخ العظماء، لا تختموها بسفك دماء وتدمير البلاد، ونهب ما بقى من خيرات، لن تخلدون، بل جبناء هاربين، وفي التاريخ مذمومين، نريد لكم خروجاً كريماً لا خروجاً مفضوحاً عبر القنوات العربية، التي لا توجد لديها مفردات مهنية بالالتزام، فهي للحكومات قناة شيطانية ورحيمة للأمة العربية، ستموتون بها وانتم أحياء.
أيها الحكام العرب احسموا الأمر، لم يعد في القوس صبرا، فانتم لن تخسروا إذا كانت أعينكم في الاتجاه الصحيح، واتقوا الله في أمتكم ووطنكم، لا شعارات استهلاكية موسمية، لا إقالة من منصب للرجال لا وجود لهم أصلاً، لا تغييرات وإصلاحات بعد فوات الأوان، يجب تفريغ البنوك "الجيوب" من الفلوس، من أجل أن ترتاح النفوس.
لفخامة رئيس الجمهورية
لقد اشتد الظلم الآدمي من أبناء آدم لإخوانهم أبناء آدم، فلم يبقى معهم غير الخروج، لو لم نخرج لن تسمعنا ولن تعرف ماذا يريد الشعب عامة والشباب خاصة، شباب تسوقه الأقدار إلى المجهول، لا مستقبل له، شباب يعيش أرذل أيامه، لفائف السجائر، القات المسموم، حشيش، حبوب، شمة، أشياء تحرق الأمعاء، شباب لا ملامح لديهم وجه شاحب مسحوق، وآخرون شدوا الرحيل خارج الوطن ليعيشوا قسوة الغربة، ومنهم من ظل موجوداً ولكنه حطام بقايا إنسان بسبب ظلم ذوي القربى، ومنهم من قرر البقاء ضارب بعرض الحائط كل الأنظمة والقوانين ويعيش الملذات، ومنهم من دخل وكر الكبار وتعلم أصول اللعب معهم.. وعندما اشتد الظلم والجور، قرر شبابنا الخروج والموت، فهم في الأصل هياكل بشرية مظلومة يائسة من الغد، فوجدوا الموت ارحم لهم من تذوق مرارة العيش في دولتهم ووطنهم وبين ذويهم.
يا فخامة الرئيس
لا يجوز أن تكون مصلحة الفئة على حساب غيرها، وان تكون الشراكة والمنفعة بين الكبار ويتحمل مسؤولية الخسارة الصغار، لتكن خيرات ومكاسب الأرض للجميع، أيهما أفضل مصلحة الجماعة أو مصلحة الوطن, يجب أن نخرج من هذا المأزق بصدق النوايا وموقف إنقاذي.
يا ناصر الضعفاء اسقط من لا يريدون الإصلاح وتنفيذ القوانين ولوبيات الفساد حتى لو كانوا من ذوي القربى، وابعد الذين يبقون على الفوضى، ومن يريد أن يوصل الوطن الغالي إلى الخراب، من لا يريد ضبط المجتمع ومسبب الضرر.
ابحث في المؤسسات والدوائر المدنية والعسكرية عن الخروقات التي تحدث باسم القانون ومن يقوم بتنفيذها والمخطط لها، اسمع من الصغار(المواطنين) وابعد عن أصحاب المكانة والجاه، فهم غير مخلصين لله فكيف لكم، ستعرف من هم آفة الفساد وأسوأ العباد الذين يحلقون بأنانيتهم الفضاء، والمواطن تجده في الدرك الأسفل وحيداً فاقد الأمل بالوطن، من سوء المعاملة وخيانة الأمانة، فزاد عندهم البغض والمقت.. أنتم من يستطيع أن يقهر أو يبارك لهؤلاء، أما نحن الشعب الفقير لا نريد أن نضبط متلبسين بالدفاع عن الحق.
سمع المنصور رجلاً في الحج يقول"" اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض، وما يحول بين الحق وأهله من الظلم والطمع" فسأله المنصور من الذي أدخل قبله الطمع وإصلاح ما ظهر من البغي والفساد في الأرض فقال أنت! قال المنصور : ويحك! كيف يدخلني الطمع والصفراء والبيضاء في يدي والحلو والحامض في قبضتي؟ قال يا أمير المؤمنين إن الله استرعاك أمور رعيته وأموالهم فأغفلت أمورهم واهتممت بجمع الأموال وجعلت بينك وبينهم حجاباً، واتخذت وزراء وأعوانا ظلمة، لو نسيت لن يذكروك، وان ذكرت لن يعينوك، فأتمروا على أن لا يصل إليك من أخبار الناس شيء وإذا وصلوا وخالفوا يقصوه، فقال له ماذا أفعل ولم أجد إلا خائناً؟ قال الرجل" ألزم الحق يتبعك أهله وانتصر للمظلوم من الظالم وامنع الظالم. فقال المنصور ((اللهم وفقني لذلك)).
د/ الهام باشراحيل
حكام الدول العربية 5321